قالت صحيفة “ناشيونال إنترست” إنه وبعد الاتفاق الجديد الذي أبرمه الرئيس دونالد ترامب خلال جولته الشرق أوسطية، “قرر الحوثيون إذلال الأمريكيين بضربة أخيرة”.

وأضافت “بينما كان الرئيس ترامب يزور العائلة المالكة السعودية وسط احتفالات صاخبة، أطلق الحوثيون صاروخًا بعيد المدى من معقلهم الجبلي في سفوح اليمن المجاورة. وشوهد الصاروخ، الذي صوّره مشاهدون في السعودية ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحلق فوق البلاد في طريقه إلى إسرائيل البعيدة، وفي الوقت نفسه، دخلت دولة إسرائيل بأكملها في حالة تأهب، حيث كان الجميع هناك ينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة إلى أين يتجه الصاروخ الحوثي”.

وقالت الصحيفة “في الآونة الأخيرة، اعترفت إدارة ترامب بأن المتمردين الحوثيين – المعروفين رسميًا باسم “أنصار الله” – هزموا البحرية الأمريكية بشكل فعال في صراع استمر لسنوات عديدة من أجل السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية الرئيسية في البحر الأحمر وباب المندب”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “خلال العام الماضي، كادت حاملات الطائرات الأمريكية العاملة ضمن مدى صواريخ الحوثيين أن تُلحق بها أضرارًا بالغة. وفي مرحلة ما، كاد الحوثيون أن يصيبوا حاملة طائرات أمريكية، بمساعدة صواريخ إيرانية وبيانات استهداف روسية، وربما صينية أيضًا. وفي الشهر الماضي وحده، كادت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان أن تُصاب مرتين، مما أجبرها على المناورة بشكل جذري بعيدًا عن مسار صواريخ الحوثيين القادمة، مما تسبب في فقدان طائرتين من طراز F /A-18E/F سوبر هورنت. ثم تواترت أنباء عن اضطرار طائرة F-35 لايتنينج 2 المتطورة إلى الإفلات بسرعة من صواريخ الحوثيين القادمة في نفس الوقت تقريبًا، لتنجو بأعجوبة من أن تُصبح أول طائرة F-35 تُسقط على الإطلاق”.

وقالت الصحيفة الأمريكية “لقد ضحت إدارة ترامب بكل ما لديها في وجه الحوثيين، ونجا الحوثيون. أدرك ترامب أن لديه شؤونًا أهم، وأنه لا جدوى من أن تُرى الولايات المتحدة وكأنها خاضت حربًا مع الحوثيين ثم خسرتها، فسلم بالأمر . وبالطبع، يحتفل الحوثيون بوقف إطلاق النار كنوع من الانتصار على الأمريكيين، مُغضّين الطرف عنه – حتى مع زيارة الرئيس للسعودية وإطلاقه صواريخ فوق رأسه”.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل الآن بمفردها في مواجهة اليمن، وأضافت “أعلن الحوثيون أنهم سيوقفون قصفهم الصاروخي على إسرائيل إذا تخلّت حكومة نتنياهو عن خططها لغزو قطاع غزة واحتلاله. إنّ صورة الرضوخ لمطالب الجماعةٍ هي صورة مروّعةٌ بالطبع. لكن إسرائيل ليس لديها خيارٌ آخر. عليها أن تتخلى عن هذه الخطط العدوانية ضد غزة، وأن تُخفّض من تواجدها، وأن تُعيد بناء دفاعاتها ومجتمعها قبل فوات الأوان”.

وأضافت أن السبب في ذلك هو أن الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط تتلاشى بسرعة، وأضافت “ذلك لأنه على الرغم من جولة صفقات الأسلحة والتجارة التي أبرمتها إدارة ترامب في الرياض، فإنّ المكانة العسكرية الأمريكية في المنطقة تتلاشى بسرعة. ويولد نموذج جديد. وشعور الحوثيين بإمكانية إطلاق صواريخ فوق رؤوس الأمريكيين في السعودية، كجزء من هجوم أوسع ضد إسرائيل، دليل آخر على مدى انحطاط الأمريكيين”.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها بالقول “ما نراه في الشرق الأوسط اليوم هو آخر بقايا الإمبراطورية الأمريكية التي تتلاشى، ليحل محلها نظام أكثر محلية. على إسرائيل أن تُغير مسارها وتبدأ بالتصرف بناءً على ذلك”.