كل ما يجري من حولك

العدو يواصلُ إدماءَ غزة| عودة الأحزمة النارية

67

متابعات..| تقرير*

عوّض جيش الاحتلال ساعات الهدوء المتقطّعة في قطاع غزة، والتي رافقت عملية الإفراج عن الأسير المزدوج الجنسية، عيدان أسكندر، مكثّفاً منذ انتهاء عملية تسليم هذا الأخير، مساء أول أمس، عمليات القصف الجوي، ومرتكباً العشرات من المجازر، والتي كان أبرزها ما أراد به إحداث الصدمة والإيذاء النفسي، بقصفه أحد أقسام مستشفى «ناصر» في مدينة خانيونس، واغتيال الصحافي حسين أصليح وهو يتلقّى العلاج على سرير المرض.

وكان العدو قصف خيمة أصليح قبل عدة أسابيع، متسبّباً حينها باستشهاد الصحافي أحمد منصور وإصابة عدد آخر من الصحافيين، علماً أن أصليح هو أبرز صحافيّي القطاع وصاحب الصورة الأيقونية الأولى في عملية «طوفان الأقصى»، حيث ظهر صبيحة يوم السابع من أكتوبر أمام أولى دبابات العدو المحترقة، ووثّق بكاميرته أسر عدد من جنود العدو. ومنذ ذلك الحين، شنّت الصحافة العبرية حملات تحريض ممنهجة بحقه، واتهمه جيش الاحتلال بأنه ناشط في كتيبة «خانيونس» التابعة لـ»كتائب القسام».

وفي هذا الوقت، لم يتوقّف القصف المدفعي والحربي طوال أمس، حيث استشهد ثلاثة مواطنين في قصف استهدف خيمتهم في حي العامودي شمال غرب مدينة غزة. كما استشهد طفلان خلال محاولتهما الوصول إلى منزليهما بعد الحصول على الطحين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في حين أغارت الطائرات الحربية على منزل لعائلة العمور في حي الفخاري شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ما تسبّب في استشهاد مواطنين. أما الجريمة الأكبر، فقد ارتكبتها الطائرات الحربية بقصفها باحة ومحيط مستشفى «غزة الأوروبي» شرق مدينة خانيونس، بست قنابل خارقة للتحصينات.

اغتيال الشاهد على الإهانة الإسرائيلية في 7 أكتوبر بقصف مستشفى «ناصر»

وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال أن الغارة هدفت إلى اغتيال قائد «كتائب القسام»، محمد السنوار، وهو شقيق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الشهيد يحيى السنوار. ووفقاً لشهود عيان تحدّثت معهم «الأخبار»، فقد نفّذت الطائرات الحربية أكثر من تسع غارات بقنابل ثقيلة جداً، استهدفت إحداها الباحة المقابلة لقسم الطوارئ والاستقبال، وتزامنت مع مرور جنازة لأحد الشهداء. وعلى إثر ذلك، دُفن عدد كبير من الشهداء أسفل أكوام من الرمال وحجارة الشوارع، وأصيب عدد من المرضى والأطباء في داخل المستشفى. وفي الحزام الناري ذاته، دمّرت الطائرات الحربية منزلاً مأهولاً لعائلة الأفغاني، وتسبّبت باستشهاد 10 مواطنين.

وأكّد الناطق باسم «الدفاع المدني» في القطاع، محمود بصل، أن «طواقم الإنقاذ انتشلت 28 شهيداً جرّاء الأحزمة النارية التي استهدفت محيط المستشفى الأوروبي، ولا سيما منطقة عائلة الأفغاني»، مضيفاً أن «القصف المباشر والأحزمة النارية التي طاولت المكان تسبّبت بدمار واسع في منازل المدنيين، فيما جدّد الاحتلال القصف بعد وصول طواقم الدفاع المدني إلى الموقع». وقال الشهود إن «أحد المنازل المستهدفة (عائلة الأفغاني) كان مكتظاً بالسكان، ولا تزال جثامين أكثر من 20 شهيداً داخله حتى الآن وسط صعوبة الوصول إليهم نتيجة شدة القصف».

وجدير بالذكر أن جيش الاحتلال يواصل إغلاق المعابر الحدودية أمام الآلاف من شاحنات المساعدات، علماً أنه كان من المفترض بموجب إطلاق الأسير الأميركي – الإسرائيلي أن يسمح الجيش بدخول المساعدات إلى القطاع، فيما أشارت تقارير «برنامح الغذاء العالمي» إلى أن ربع سكان القطاع يتعرّضون لمجاعة حقيقية.

* الأخبار
You might also like