كل ما يجري من حولك

المقاومة تتحوّل إلى القنص: تكتيكُ النسف لا يحصّنُ العدو

250

متابعات..| تقرير*

في الوقت الذي يزداد فيه الحديث في الأوساط الإسرائيلية عن وجود توجّه لتوسيع العملية البرية في قطاع غزة، وإرسال الآلاف من أوامر استدعاء قوات الاحتياط، يراوح الضغط العسكري الإسرائيلي في الدائرة ذاتها، مع زيادة ملحوظة في عمليات نسف المنازل وتدميرها في المناطق الشرقية لأحياء التفاح والشجاعية والزيتون في مدينة غزة. وشهد اليومان الماضيان تنفيذ عمليات تدمير واسعة لمنازل الأهالي في منطقة حي الشعف شرق حي التفاح، حيث يستخدم جيش الاحتلال «روبوتات» تحتوي على 4 أطنان من المواد الشديدة الانفجار، تسهم في تسوية مناطق واسعة بالأرض، وتتسبّب في انفجارات ضخمة يُسمع دوّيها في مناطق القطاع كافة.

وأسهم هذا النسق من التهشيم الممنهج لما تبقّى من الكتلة العمرانية على امتداد الشريط الحدودي الشرقي للقطاع، في زيادة مساحة الأراضي الخالية، ووضع المناطق المأهولة في غزة، في مواجهة مباشرة مع الحدود الشرقية الجرداء. وإذ كان من المفترض بذلك التغيير الطبوغرافي الحادّ في بنية القطاع، أن يلبّي الهواجس الأمنية الإسرائيلية، ويساهم في تخفيف فرص الاحتكاك مع المقاومين، بيد أن تلك المساحات الجرداء الواسعة، أضحت ورقة قوة في يد المقاومة، إذ عزّزت فرص نجاح عمليات القنص من مسافات بعيدة جداً، ما وضع جيش الاحتلال في مأزق أمني، أفرد المحللون العسكريون الإسرائيليون مساحة واسعة لنقاشه خلال اليومين الماضيين.

وفي السياق ذاته، كثّف جيش الاحتلال من وتيرة الغارات والمجازر الجماعية؛ ونفّذ منذ منتصف ليلة الإثنين – الثلاثاء خمس مجازر طاولت الأهالي الآمنين في المنازل وخيام النازحين، وقضى فيها 16 شهيداً. وقصفت مدفعية الاحتلال بشكل عشوائي تجمّعاً لخيام النازحين في منطقة المواصي جنوب غرب مدينة خانيونس، ما أدّى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة العشرات.

كما أغارت الطائرات المُسيّرة على تجمع للمواطنين في حي الشعف، متسبّبةً بارتقاء ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين. ثم أغارت الطائرات نفسها على تجمّع للمواطنين في مدينة بيت حانون شمال القطاع، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين. ومع ساعات الصباح الباكر، نفّذت الطائرات المُسيّرة ثلاث غارات استهدفت تجمعات المواطنين في شارع المنصورة وسوق الجمعة ووادي العرايس في حي الشجاعية، ما تسبّب باستشهاد ثلاثة مواطنين. وفي حي المنارة جنوب شرق مدينة خانيونس، بدأ جيش الاحتلال بإضرام النار في عشرات الدونمات المزروعة بالخُضر، التي تُعد آخر مصادر الغذاء المتاحة والتي تخفّف من وطأة المجاعة.

كذلك، استشهد ثلاثة مزارعين جراء استهدافهم بشكل مقصود بصاروخ من طائرة مُسيّرة أثناء جني المحاصيل الزراعية، في حين استشهد ستة مواطنين من بينهم ثلاثة أشقاء في قصف طاولهم شرق مخيم جباليا، وقضى أيضاً ثلاثة آخرون في استهداف عربة يجرّها حصان على مفترق السنافور شرق حي التفاح، وارتقى ستة إضافيون في استهداف خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي خانيونس. وفي مقابل ذلك، نشرت «سرايا القدس» مقطعاً مصوّراً أظهر تمكّن مقاوميها من استهداف منزل تتحصّن فيه مجموعة من الجنود بصاروخ موجّه في حي التفاح.

* الأخبار

You might also like