كل ما يجري من حولك

أمريكا تحاول إنقاذ سُمعة طائراتها المسيّرة بالترويج لأخرى يمكنها التصدي للمسيّرات اليمنية

69

متابعات..|

في محاولة واضحة لاستعادة سمعة طائراتها بدون طيار بعد سلسلة من الخسائر الفادحة، كشفت شركة جنرال أتوميكس الأمريكية عن تجارب جديدة لتحسين أداء طائراتها المسيرة، بعد أن سجلت القوات المسلحة اليمنية إسقاط 22 طائرة MQ-9 Reaper منذ نوفمبر 2023 حتى اليوم.

تجربة ترويجية لتسويق الفشل

وبحسب تقرير نشره موقع “توزر” المتخصص في الشؤون العسكرية، أجرت الولايات المتحدة اختبارات على طائرة MQ-1C Gray Eagle — النسخة الأصغر من “ريبر” — حيث تمكنت خلال تجربة ميدانية من إسقاط طائرة مسيرة صغيرة باستخدام صاروخ AGM-114L Longbow Hellfire المدعوم برادار مدمج.

وتروج واشنطن لهذه الخطوة باعتبارها “إنجازاً تقنياً”، رغم أن التجربة تمت في ظروف اختبارية مثالية، بعيدة عن واقع المواجهات المعقدة كما هو الحال في سماء اليمن.

من الدفاع إلى التسويق تحت النار

التجربة الجديدة تكشف سعي واشنطن لتحويل طائراتها المسيرة إلى منصات لمكافحة الطائرات بدون طيار وذلك بسبب التكاليف الباهظة جداً التي يتكبدها البنتاغون في معركته مع اليمن في البحرين الأحمر والعربي أثناء التصدي للهجمات اليمنية المستخدمة بطائرات بدون طيار يمنية الصنع ضد الأهداف الحربية الأمريكية في البحار، حيث لا تستطيع القوات الأمريكية التصدي للطائرات المسيرة اليمنية إلا عبر إطلاق عدد من الطائرات الحربية المأهولة وتذخيرها بصواريخ مكلفة والتجول في الأجواء للبحث عن الطائرات اليمنية ومحاولة إيجادها وضربها في الجو قبل وصولها إلى هدفها وهي عملية مكلفة جداً وقد كبدت الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات بسبب نفقات تشغيل حاملات الطائرات ووقود المقاتلات الحربية وقيمة صواريخ جو – جو، غير أن هذه الجهود تفشل في حال كان هجوم القوات اليمنية مركباً بما يشمل مزيجاً من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة وبعدد كبير يصل في بعض الهجمات إلى 18 طائرة وصاروخ إذ تفشل القوات الأمريكية في التصدي لها دفعة واحدة.

كما أن الخطوة الأمريكية الجديدة تكشف مساعي واشنطن لمعالجة انهيار هيبة صناعاتها الحربية من الطائرات بدون طيار بعد أن تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من تحييدها بشكل كامل خلال معركة اليمن المساندة لغزة والتي أسقطت صنعاء خلالها 22 طائرة من طراز MQ-9 ريبر المتطورة جداً والتي لا تملك القوات الأمريكية منها سوى 230 طائرة فقط تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 32 مليون دولار وتعتبر أيقونة التفوق الجوي الأمريكي إلى أن انتهت سمعتها في سماء اليمن..

تكلفة باهظة… لهدف رخيص

ورغم الدعاية الضخمة التي تبثها واشنطن لطائراتها المسيرة، يثير استخدام صواريخ Longbow Hellfire — التي تتجاوز تكلفة الواحد منها 215 ألف دولار — لاصطياد طائرات مسيرة صغيرة ورخيصة جدلاً واسعاً حول جدوى هذه الاستراتيجية اقتصادياً وعسكرياً، إذ أن معظلة استنزاف الولايات المتحدة في معركتها مع اليمن لا تزال قائمة حتى مع اللجوء لطائرات مسيرة بدلاً من الحربية المأهولة لاعتراض وضرب الطائرات المسيرة اليمنية في الأجواء بسبب تكلفة الصواريخ العالية مقارنة بقيمة الطائرة المسيرة اليمنية التي لا تتجاوز ألفي دولار.

ولتخفيف الانتقادات، تروج شركة جنرال أتوميكس لبدائل أقل كلفة مثل صواريخ APKWS II الموجهة بالليزر، إلا أن هذه البدائل تعاني من قيود كبيرة خاصة في الاشتباك مع أهداف متعددة أو في بيئات مليئة بالتهديدات المركبة، كما هو حال البحر الأحمر واليمن.

وبينما تحاول واشنطن إظهار أنها تسيطر على زمام المبادرة التكنولوجية، تعكس هذه المحاولات عمق الأزمة العسكرية التي تعيشها أمام قوات يمنية تمتلك خبرة ميدانية عالية وتكتيكات مبتكرة غيّرت من قواعد الحروب البحرية بشكل كامل وجعلت حاملات الطائرات والأسلحة التقليدية غير مجدية وعبئاً على جيوشها.

You might also like