فشلٌ ذريعٌ لحملة أمريكا العسكرية على اليمن عقبَ إسقاط الهيبة الجوية والبحرية
متابعات..|
في اعتراف جديد، أقرت الولايات المتحدة الأمريكية بفشل حملتها العسكرية على اليمن، بعد أن تمكنت قوات صنعاء من إحداث خلل كبير في الموازين الجوية، عبر إسقاط سبع طائرات أميركية مسيّرة من طراز MQ-9، وهو ما شكل نكسة استراتيجية للخطط العسكرية والاستخباراتية الأمريكية في المنطقة.
وكشفت شبكة “سي إن إن” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين في البنتاغون، أن “الحوثيين” أصبحوا أكثر براعة في استهداف الطائرات الأميركية، مما أعاق الانتقال إلى المرحلة الثانية من الحملة الجوية”، مشيرين إلى أن خسائر الطائرات المسيّرة من طراز MQ-9 – وهي الأداة الأهم في المراقبة والهجوم عن بعد – قد كبّدت واشنطن ضربة موجعة على الصعيدين العسكري والتقني.
وأكدت الشبكة أن فقدان هذه الطائرات عرقل جهود الجيش الأمريكي في رصد وتحديد مواقع قادة حركة أنصار الله، الذين ما زالوا يواصلون أنشطتهم بشكل طبيعي رغم القصف، وسط عجز استخباراتي أمريكي متصاعد.
وفي السياق ذاته، أوردت “فوكس نيوز” تأكيدات من مسؤولين أمريكيين أن “الولايات المتحدة لم تستطع حتى الآن فرض سيادة جوية فوق اليمن”، في إقرار علني بتفوق منظومة الدفاعات الجوية اليمنية في اعتراض أحدث الطائرات الهجومية الأميركية من دون طيار.
وتكمن أهمية هذه الاعترافات في كونها تصدر عن وسائل إعلام أمريكية محسوبة على المؤسسة الأمنية والعسكرية، وتنقل صوت الفشل من داخل غرف العمليات الأميركية، وهو ما يعكس حجم الأزمة التي تواجهها واشنطن في التعامل مع القدرات الدفاعية اليمنية، التي تجاوزت التوقعات الغربية، وثبتت قواعد اشتباك جديدة غير مسبوقة.
هذت الفشل يكشف عن نجاح صنعاء في كسر الهيمنة الجوية الأميركية التي اعتمدت لعقود كركيزة في التدخلات الخارجية، خصوصاً في المناطق التي ترفض الوجود الأمريكي أو تدعم محور المقاومة، إذ يشكل هذا الإنجاز اليمني ضربة نوعية ليس فقط للآلة الحربية الأميركية، بل أيضاً لصورتها كقوة لا تُردع، مما يفتح الباب أمام قوى إقليمية أخرى لإعادة النظر في معادلات الصراع.
علاوة على ذلك، فإن هذا الإخفاق الأمريكي يأتي في ظل استمرار دعم صنعاء الميداني والسياسي لغزة، مما يربك المخططات الغربية والإسرائيلية الرامية إلى عزل المقاومة الفلسطينية، ويظهر أن اليمن بات فاعلاً إقليمياً له كلمته في مسار المواجهة الكبرى مع المشروع الأمريكي-الصهيوني في المنطقة.