كل ما يجري من حولك

معادلة جديدة عقبَ إسقاط دفاعات اليمن الجوية طائرات MQ-9

94

متابعات..|

في تطور لافت يعكس حجم التحدي الذي تواجهه القوات الأمريكية في اليمن، كشفت تقارير عسكرية أمريكية وإعلامية متخصصة أن وزارة الدفاع الأمريكية باتت تولي اهتماماً متزايداً بدراسة وتحليل منظومات الدفاع الجوي التي تمتلكها قوات صنعاء، بعد سلسلة من عمليات إسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper ، وفقاً لتقرير تحليلي أعده الباحث في الشؤون العسكرية كامل المعمري لمنصة “رادار ٣٦٠” الإخبارية.

خسائر باهظة للطائرات الأمريكية

وبحسب موقع Tozer المتخصص في الشؤون العسكرية، فقد أقر مسؤولون أمريكيون بفقدان سبع طائرات MQ-9 منذ منتصف مارس 2025 فقط، في حين تؤكد صنعاء أنها أسقطت ما لا يقل عن 22 طائرة منذ أكتوبر 2023. هذه الحصيلة – سواء بحسب الرواية الأمريكية أو اليمنية – تعكس حجم الضربات الموجعة التي تلقتها واشنطن على يد دفاعات جوية بدائية تم تطويرها محلياً لتتحول إلى منظومات فعّالة قادرة على إرباك التفوق الأمريكي.

رادارات افتراضية وصواريخ متطورة

وتكشف التحليلات عن اعتماد قوات صنعاء على تقنيات تتبع إلكترونية سلبية مثل “الرادارات الافتراضية” (Virtual Radar Receivers) التي تعتمد على إشارات تصدرها الطائرات نفسها، دون الحاجة إلى تشغيل رادارات نشطة، مما يمنح الحوثيين القدرة على شن هجمات مفاجئة من مواقع يصعب اكتشافها.

كما أشار تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية (DIA) في يوليو 2024 إلى استخدام صواريخ متجولة مزودة بمستشعرات حرارية سلبية، مصممة خصيصًا لاصطياد طائرات بدون طيار مثل MQ-9. وأكد التقرير أن نشر مقاطع فيديو لعمليات الاستهداف باستخدام تقنيات تصوير بالأشعة تحت الحمراء يعكس مدى تطور أنظمة التوجيه والاستهداف لدى الحوثيين.

رد أمريكي مرتبك وتكتيكات جديدة

في مواجهة هذا التحدي، لجأت الولايات المتحدة إلى استخدام قاذفات الشبح B-2، المصممة لاختراق الدفاعات الجوية الكثيفة، وإلى ذخائر ذكية مثل GBU-53/B StormBreaker وAGM-84H SLAM-ER، في محاولة لتقليل المخاطر على الطائرات الأمريكية، كما ذكر موقع The War Zone.

لكن هذه الإجراءات، بحسب المحللين، تعكس حالة من الذعر الاستراتيجي أكثر مما تعبر عن الثقة بالقدرات الأمريكية، في ظل تصاعد التكلفة التشغيلية والهزائم المعنوية.

فشل في التخطيط الاستراتيجي

تقرير Atlantic Council في فبراير 2025 وصف الوضع بأنه “فشل في التخطيط الاستراتيجي”، ونقل عن مسؤول في البنتاغون قوله: “نحن ننفق المليارات على أنظمة لم تُصمم لمواجهة هذا النوع من التهديدات”. وأضاف: “اعتمادنا المفرط على الطائرات بدون طيار كشف عن هشاشة أكبر مما كنا نتخيله”.

كما تساءل التقرير عن مستقبل طائرات MQ-9، مشيراً إلى أن سلاح الجو الأمريكي نفسه كان قد اقترح التوقف عن شرائها بسبب ثغراتها الدفاعية.

تفوق اليمنيين يتجاوز الحسابات الأمريكية

في واحدة من أكثر النقاط إثارة للقلق، كشف تقرير Military.com أن كل طائرة MQ-9 تُسقط تمثل خسارة مالية تقارب 30 مليون دولار، فضلًا عن خسارة فنية ومعنوية، واعتراف ضمني بأن الحوثيين باتوا يمتلكون قدرة على إضعاف الهيمنة الجوية الأمريكية في المنطقة.

وبينما تحلل واشنطن هذه القدرات، تواصل صنعاء تطوير منظوماتها، وسط مؤشرات على أنها لم تعد تقتصر على إسقاط المسيرات، بل تستعد لتوسيع قدراتها نحو استهداف مقاتلات مأهولة مثل F-16.

النتيجة: نموذج التفوق الأمريكي يتآكل

تتفق تقارير مختلفة على أن السماء فوق اليمن لم تعد آمنة للطائرات الأمريكية، وأن أنظمة الدفاع الجوي اليمنية قد وصلت إلى مستوى يجعلها قادرة على تقويض استراتيجية الولايات المتحدة في إدارة الحروب عن بُعد.

في هذا السياق، يرى محللون أن واشنطن تواجه اليوم تحدياً لم تتوقعه من جماعة كانت تعتبرها تهديداً هامشياً، والواقع أن “نموذج الحرب الجوية الأمريكي الذي يعتمد على التفوق التكنولوجي قد بلغ حدوده القصوى”، كما تقول إحدى خلاصات Atlantic Council.

ويرى مراقبون إن الدراسة المتأخرة التي تجريها واشنطن لقدرات القوات اليمنية الجوية تعكس ليس فقط اعترافاً ضمنياً بالفشل، بل أيضاً قلقاً متزايداً من أن خصوم الولايات المتحدة قد يستفيدون من هذا النموذج المقاوم في أماكن أخرى من العالم. فبينما تتسابق واشنطن لاحتواء ما تعتبره تهديداً “غير متوقع”، تواصل صنعاء إعادة تشكيل قواعد المواجهة الجوية في الشرق الأوسط.

* المساء ربس

You might also like