كل ما يجري من حولك

العراق يواكبُ المفاوضات النووية: تفاؤُلٌ بتنفيس الاحتقان

85

متابعات..| تقرير*

في ظل استمرار المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي، وبروز مؤشرات إلى وجود نوايا جدية لتقليل التوتّر في ساحات متعدّدة، من بينها الساحة العراقية التي طالما كانت انعكاساً للتجاذب بين الطرفين، شدّد قيادي في أحد الفصائل العراقية المسلّحة، على ضرورة الحوار وترتيب العلاقات، بدلاً من اللهجة التصعيدية والتهديدات. وقال القيادي، لـ»الأخبار»، إن «العراق تربطه أمور كثيرة مع إيران، ولا يمكن التخلّي عنها.

وحتى في حال شنّت الولايات المتحدة حرباً عليها، فسنكون أيضاً من المتضررين. وبالتالي نرى أن خيار المفاوضات والجلوس إلى طاولة واحدة هو الأفضل»، لافتاً إلى أنه «ليس العراق فقط داعماً للمفاوضات، وإنما دول خليجية كالسعودية والإمارات». وأضاف أن «المتغيّرات الحالية حتّمت علينا أن ندعم خيار السلم لا الحرب، وأن نركن إلى التهدئة لا التصعيد، ولا سيما أن الأحداث التي عاشتها المنطقة كادت تودي بالجميع إلى الدمار».

وفي بغداد، حيث تتقاطع مصالح واشنطن وطهران، بدأت تداعيات هذه المفاوضات تنعكس تراجعاً في نبرة الخطاب السياسي. ويرى المراقبون أن «هذا التحوّل لا يمكن فصله عن التقارب الأميركي – الإيراني الجاري خلف الكواليس، ولا سيما إذا ما أفضت هذه المفاوضات إلى تفاهمات تشمل الملف النووي ورفع العقوبات، ما سينعكس بدوره على ملفات أخرى في المنطقة، وخصوصاً في العراق». وفي هذا السياق، تبرز مسألة إعادة هيكلة العلاقة بين الدولة العراقية والفصائل المسلحة، والتي شكّلت ولا تزال أحد أبرز التحدّيات.

ويتحدّث القيادي في «الإطار التنسيقي»، علي الموسوي، المقرّب من دوائر القرار، عن مبادرات لدمج بعض الفصائل في مؤسسات الدولة الأمنية، أو تسليم سلاحها تدريجياً مقابل ضمانات سياسية وأمنية. ويعتقد، في تصريح إلى «الأخبار»، بأن «ما يجري قد يشكّل فرصة نادرة لتسوية ملف السلاح المنفلت، إذا ما استثمرت القوى السياسية العراقية لحظة الهدوء، وبادرت إلى دعم مشروع وطني جامع يُنهي حالة عدم الاستقرار الأمني، ويضع خطوطاً للاتفاق مع الفصائل بشأن الاندماج».

لكن ذلك، وفقاً للموسوي، «يبقى مرهوناً بنجاح التفاهمات بين طهران وواشنطن، وقدرة الأطراف العراقية على تجاوز الحسابات الضيقة، وبناء موقف موحّد يجنّب البلاد الدخول مجدّداً في دوامة الصراع».

ويرى المختص في القضايا الأمنية والنزاعات، جاسم الموسوي، من جهته، أن «الساحة العراقية تمثّل الاختبار الأهم لأي تقارب أميركي – إيراني، نظراً إلى أنها كانت دائماً مسرح الاشتباك غير المعلن بين الطرفين»، معتبراً أن «التفاهمات قد تتعلّق بتخفيف نشاط الفصائل، وضبط إيقاعها ضمن الدولة، مقابل خفض التصعيد الأميركي، وربما إعادة رسم خارطة الانتشار العسكري».

ويضيف أن «نجاح التفاهمات قد يرسم خارطة طريق تتضمّن دمج بعض عناصر الفصائل في المؤسسات الأمنية، وتجميد استخدام السلاح خارج الدولة، مع ضمانات بعدم استهداف المنشآت الأميركية».
وعلى رغم التفاؤل الحذر، إلا أن الطريق نحو تسوية شاملة في العراق قد لا يبدو سهلاً، ولا سيما أن هناك انقسامات بين القوى السياسية، ومنها الشيعية، غير المتوافقة بالكامل على مستقبل الفصائل، فضلاً عن أن بعض القوى يرى في التسوية تهديداً لمستقبله السياسي.

* الأخبار
You might also like