صنعاء تتجهّزُ لمواجهة جديدة ضد التحالف: تصعيد إقليمي أم حرب تحرير؟
متابعات..|
في ظل تصاعد التوتر الإقليمي واستمرار الحرب في غزة، كشفت حكومة صنعاء، يوم الأحد، عن ترتيبات لمرحلة جديدة من المواجهة مع التحالف السعودي الإماراتي، مشيرة إلى أن الحل السياسي أصبح مستبعدًا، وأن تحرير الأراضي اليمنية بات الخيار الوحيد المطروح على الطاولة.
وفي تصريحات لعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي، أكد أن الأزمة في اليمن لم تعد مجرد خلاف سياسي، بل تحولت إلى احتلال يسعى لاقتطاع أجزاء من الأراضي اليمنية، في إشارة إلى استمرار سيطرة القوات المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي على المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد.
وأوضح البخيتي أن الحل الآن يكمن في حرب تحرير شاملة، تفتح المجال لاحقًا لعملية سياسية تستوعب جميع الأطراف، وتمكن اليمن من استعادة مكانته التاريخية وعمقه الجغرافي والديمغرافي.
كما جدد البخيتي عرض صنعاء للقوى اليمنية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، داعيًا إياها للانضمام إلى معركة التحرير القادمة، مع وعود بعملية سياسية تشمل الجميع بعد تحقيق الأهداف العسكرية.
وتأتي هذه التصريحات وسط دعوات أطلقها قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، لرفع الجاهزية القتالية تحسبًا لأي تصعيد عسكري جديد تقوده الولايات المتحدة دعماً وحماية للاحتلال الإسرائيلي ضد اليمن بعد الموقف اليمني المشرف في مساندة غزة عسكرياً ضد حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم كامل وبلا سقف من الولايات المتحدة على مدى 15 شهراً.
ويتزامن هذا مع ترقب لتحركات أمريكية جديدة في اليمن، حيث تشير التقارير إلى احتمال تصعيد تقوده الولايات المتحدة في محاولة لتغيير معادلة القوة، خصوصًا مع احتمال عودة الحرب على غزة، وما قد يترتب عليها من تطورات عسكرية قد تشمل اليمن كجزء من المعادلة الإقليمية.
وزير سابق في حكومة عدن: صنعاء قادرة على حسم المعركة بالكامل
في المقابل، أقر وزير التربية والتعليم السابق في حكومة عدن، عبدالله لملس، بتفوق صنعاء العسكري، محذرًا من سيناريو سيطرة أنصار الله على كامل اليمن، وهو ما يعكس حالة القلق المتزايدة داخل الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، التي تعاني من انقسامات داخلية وصراعات بين الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات.
ووفقًا للملس، فإن هناك أربعة سيناريوهات مرتقبة في اليمن، أبرزها احتمال سيطرة صنعاء الكاملة على البلاد، في إشارة واضحة إلى قدرة قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على حسم المعركة عسكريًا إذا قررت المضي في عملية التحرير.
ومع تصاعد احتمالات عودة التصعيد الأمريكي، واستعدادات صنعاء العسكرية والمتزايدة لمواجهة هذا التصعيد، يبدو أن المرحلة القادمة قد تكون حاسمة في إعادة رسم الخارطة السياسية والعسكرية في اليمن، فهل نشهد تحريرًا شاملًا للمناطق الخاضعة للتحالف؟ أم أن القوى الخارجية ستسعى لخلط الأوراق مجددًا لمنع ذلك؟
المساء برس