كل ما يجري من حولك

تصعيدٌ مرتقَب: تحشيد على الحدود وتهديدات متصاعدة بضرب اليمن

241

متابعات..| تقرير*

ردت صنعاء على التهديدات الأميركية بتفجير الوضع في اليمن، وتنفيذ حملة جوية أميركية – إسرائيلية مشتركة ضدها، بشن أكثر من عملية هجومية ضد العدو الإسرائيلي، أمس، مؤكدة أن تلك التهديدات والتحشيدات العسكرية البرية والبحرية لن تثنيها عن مواصلة الإسناد العسكري للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة. وفي أعقاب تعرّض عدد من المناطق الساحلية الواقعة على البحر الأحمر جنوب الحديدة وشمال محافظة حجة، لغارات أميركية خلال الساعات الماضية، شنّت قوات صنعاء الصاروخية وسلاح الجو المسيّر هجمات طاولت أهدافاً حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي.
وأكد المتحدث العسكري باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان استهداف عمق الكيان الصهيوني بصاروخ فرط صوتي. وقال إن العملية تأتي في إطار «المرحلة الخامسة» من التصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنها طاولت هدفا عسكرياً في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2». كما شدّد على أن «القوات اليمنية ومعها كافة أبناء الشعب اليمني على استعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي – أميركي يستهدف اليمن، بمزيد من العمليات العسكرية النوعية والمؤثرة».
ووفقاً للإعلام العبري، فإن إسرائيل تعرّضت لأكثر من هجوم مصدره اليمن، بواسطة الطيران المسيّر والصواريخ الفرط صوتية. وأعلن جيش الاحتلال أنه اعترض طائرة مسيّرة أُطلقت من الأراضي اليمنية في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلاً، في بيان، إن أنظمة الدفاع الجوي التابعة له رصدت المسيّرة أثناء توجّهها نحو الأجواء الإسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن «المسيّرة تم إطلاقها على ما يبدو ضمن محاولات ميليشيا الحوثيين استهداف مصالح إسرائيلية في المنطقة، من دون تسجيل أي إصابات أو أضرار مادية»، علماً أن صنعاء لم تعلن مسؤوليتها عن أي هجوم بطائرة مسيّرة.
أما الهجوم الصاروخي، فذكرت وسائل الإعلام العبرية أنه أدى إلى حالة طوارئ في تل أبيب، حيث أدخل مئات الآلاف من المستوطنين إلى الملاجئ بعد سماع أصوات انفجارات في أنحاء المدينة، مؤكدة أن الهجوم أدى أيضاً إلى توقف إقلاع الطائرات من مطار بن غوريون وهبوطها فيه، وتسبّب كذلك بإغلاق عدد من المنشآت.
وجاء الهجوم الأخير بعد ساعات من رصد تحركات عسكرية سعودية وأميركية في المحافظات الجنوبية والبحر الأحمر، وكذلك في أعقاب إعلان «القيادة المركزية الأميركية إعادة نشر حاملة الطائرات هاري ترومان برفقة بارجتين، في البحر الأحمر»، وهو ما عدّه مراقبون في صنعاء محاولة أميركية جديدة لتفجير الوضع العسكري على نطاق واسع، بهدف الإضرار بالملاحة الدولية وتأليب المجتمع الدولي ضد عمليات قوات صنعاء البحرية، والتي تستهدف السفن الإسرائيلية وتلك المرتبطة بالكيان والتابعة للجانب الأميركي.
في موازاة ذلك، أكدت مصادر محلية في منطقة العبر الواقعة بالقرب من منفذ الوديعة الحدودي الرابط بين اليمن والسعودية، وصول تعزيزات عسكرية سعودية ودخولها الأراضي اليمنية، صباح أمس. وقالت المصادر، لـ «الأخبار»، إن تلك التعزيزات المتمثّلة بالعشرات من الأطقم والمدرعات، مقدّمة من الجيش السعودي إلى «قوات درع الوطن» الموالية للرياض، والموجودة في محافظات عدن ولحج وأبين. ورغم أن السعودية تدفع بين فترة وأخرى بقوات إلى الأراضي اليمنية الخارجة عن سيطرة صنعاء، إلا أن إرسال التعزيزات هذه المرة جاء في أعقاب لقاءات عسكرية مكثفة أجرتها الرياض مع قادة الفصائل الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في المحافظات الجنوبية، ما قد يعكس توجّهاً سعودياً – أميركياً لتفجير الوضع في اليمن.
وفي ردّ على تلك التحشيدات، قال عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حسين العزي، إن «سلام البحر الأحمر مقرون بسلام غزة»، في إشارة إلى الشرط اليمني بوقف العمليات البحرية مقابل وقف العدوان على غزة، محذّراً في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، من تداعيات أيّ تصعيد بحري جديد، ومؤكداً أن أيّ تصعيد قادم سيمنح قوات صنعاء الحق في استهداف المصالح الأميركية حيثما كانت، في إشارة إلى القواعد العسكرية الأميركية والمصالح الأخرى في الخليج والمنطقة برمتها.

* الأخبار البيروتية

You might also like