متابعات..| تقرير*:

مع تجديد العدو الإسرائيلي تهديده بضرب العراق، فضلاً عن تقديم شكوى لدى مجلس الأمن بشأن عمليات فصائل المقاومة العراقية ضد أهداف إسرائيلية في فلسطين المحتلة، إسناداً للبنان وقطاع غزة، اعتبر قيادي في حركة «النجباء» أن تلك التهديدات تمثّل «ذريعة لتوسيع رقعة الحرب، وعدم التجاوب مع الضغوط الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان». وأكد القيادي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «المقاومة العراقية لن تتنازل عن واجبها الأخلاقي والوطني المتمثّل في نصرة لبنان وفلسطين ومهاجمة الكيان الصهيوني بكل ما لديها من قوة»، معتبراً أن من «المضحك أن تشتكي إسرائيل وهي ترتكب أفظع الجرائم بحق الإنسانية يومياً. وندرك جيداً أن الاحتلال يستغل هذه الفرص لضرب العراق وفتح جبهة جديدة خارج فلسطين ولبنان، وبالتالي هذا متوقع من قبل محور المقاومة منذ بداية الحرب». كما أكد أن «المقاومة العراقية مستعدة لمواجهة أي اعتداء، وستكون جاهزة للرد بشكل عنيف ضد الكيان الغاصب الذي لا يردعه سوى المقاومة وضرباتها الموجعة بالصواريخ».

وكان وزير خارجية العدو، جدعون ساعر، قد حمّل، أول من أمس، «الحكومة العراقية مسؤولية كل ما يحدث على أراضينا»، زاعماً أن «تل أبيب لها الحق في الدفاع عن نفسها، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، لحماية نفسها ومواطنيها». وقال إنه بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن، طالب فيها باتخاذ «إجراءات فورية بشأن نشاط الميليشيات الموالية لإيران في العراق، والتي تستخدم أراضيه لمهاجمة إسرائيل». وفي ما يتعلّق بالشكوى ضد العراق، أفاد مصدر حكومي عراقي، «الأخبار»، بأن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، «تحدّث مع قادة المقاومة لوقف هجماتها ضد إسرائيل، فضلاً عن التواصل لأكثر من مرة خلال هذا الأسبوع مع مسؤولين إيرانيين لاحتواء التصعيد ضد العراق».

السوداني يجمع مجلس الأمن الوطني ويرفض تهديدات تل أبيب

وبدوره، أكد السوداني رفض بغداد التهديدات، وقال، خلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، إن «قرار الحرب والسلم هو قرار بيد الدولة العراقية. وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق». واعتبر أن «الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن، تمثّل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة»، مجدداً «رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي إلى إغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني».
كما قال مستشار الشؤون السياسية للسوداني، سبهان الملا جياد، لوسائل إعلام محلية، إن «إسرائيل تريد استغلال شعار وحدة الساحات لتنفيذ عدوان على العراق، والشكوى المقدمة من قبلها ضد العراق أمام مجلس الأمن، تهدف إلى إظهار الحجّة والمبرّر أمام المجتمع الدولي في حال نفّذت أي ضربة على العراق». ولفت إلى أن «الحكومة العراقية سوف تنقل هذا الأمر الى التحالف الدولي، على اعتبار أن الدفاعات الجوية العراقية غير مهيئة لحماية الأجواء العراقية، حتى يُكلّف هذا التحالف بحماية الأجواء تحسباً لأي طارئ، كما أن الجانب الأميركي سيكون له دور إيجابي في منع أي عدوان إسرائيلي مرتقب على العراق».
وتعليقاً على ذلك، يرى رئيس «المركز الإقليمي» في بغداد، علي صاحب، أن «إسرائيل تسعى إلى ذريعة من أجل قصف العراق، وإبقاء الحرب مفتوحة وعدم الذهاب نحو خيار السلم». ويضيف، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الحكومة العراقية تسعى بكل ما لديها من وسائل وأوراق إلى النأي بالبلاد عن الصراع والحروب كون الوضع العراقي لا يحتمل أي أزمة أو كارثة كما حدث في لبنان وفلسطين»، مشيراً إلى أن «فصائل المقاومة لديها قناعة كاملة بمواجهة العدو، وتتعامل وفقاً لإستراتيجية معدة مسبقاً، ولديها تنسيق مع أطراف المحور للوقوف بوجه إسرائيل». ويرجِّح أن «استهداف العراق يبقى متوقفاً على حجم الضرر الذي تلحقه المقاومة العراقية بإسرائيل، لا سيما أنها كثّفت في المدة الأخيرة هجماتها ضد مواقع مهمة وحيوية للكيان الصهيوني».

* الأخبار البيروتية