كل ما يجري من حولك

قياداتٌ عسكريةٌ تغــادرُ عدن فجأةً عقبَ تلقِّيها هذه المعلومة المسرَّبة

396

متابعات| تقرير*:

فشلٌ أمريكي بريطاني غيرُ مسبوق في حماية السفن الإسرائيلية والمتوجّـهة إلى موانئ فلسطين المحتلّة، من هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، والتي شملت أَيْـضاً السفن البريطانية والأمريكية، فالدولتان عجزتا عن وقفها رغم أكثر من 400 غارة جوية وصاروخية استهدفت العاصمة صنعاء وعدداً من المدن في نطاق سيطرة حكومة صنعاء، خلال أكثر من شهر، وبالتزامن مع هذا الفشل الذي يعترف به تباعاً مسؤولون عسكريون وسياسيون أمريكيون، يبدو أن المخابرات الأمريكية والبريطانية لجأت كعادتها إلى تحريك أدواتها داخل اليمن من عناصر داعش، في شمال البلاد وجنوبها، على حَــدٍّ سواء.

الاستخبارات الإماراتية، وهي إحدى أذرع المخابرات الأمريكية في المنطقة العربية بشكل عام، جلبت عناصر من تنظيم داعش إلى مدينة عدن، لتدريبِ أعدادٍ من الشباب الذين استغلت وضعَهم المعيشي الصعبَ واستقطبتهم للمشاركة في معاركَ بحرية تخطِّطُ أبوظبي لإشعالها وفتح جبهات جديدة مع قوات صنعاء؛ مِن أجلِ استنزافها وإشغالِها وبالتالي إضعافِ قدراتها؛ سعياً للتخفيف عن القوات الأمريكية من وطأة الهجمات المُستمرّة في البحر الأحمر، حسب مراقبين.

تحَرّكات الاستخبارات الإماراتية في عدن قوبلت برفض قيادات عسكرية مناهضة للوجود العسكري الإماراتي، ورافضة أَيْـضاً للمشاركة في أية عمليات بالبحر الأحمر، الأمر الذي استفز المخابرات الإماراتية كما يبدو فلجأت لتهديدهم، وبمُجَـرّد تلقيهم تسريبات عن التهديد غادروا مدينة عدن بشكل مفاجئ باتّجاه قراهم في الأرياف، حسب مصادر سياسية.

المتحدث الرسمي للحراك الثوري الجنوبي، محمد النعماني، أفاد بأن عدداً من القيادات العسكرية غادروا مدينة عدن بصورة مفاجئة، خلال الأيّام الماضية، مؤكّـداً في منشور على موقع إكس، “هروب عدد من القيادات العسكرية من مدينة عدن إلى مناطقهم في الأرياف، بعد تسريب معلوماتٍ تفيدُ بوضعهم في قائمة الاغتيالات التي تنفذها المخابرات الإماراتية السعوديّة“.

وأوضح النعماني أنه تم تكليف “فرق الموت المدربة على يد خبراء عسكريين أمريكيين باغتيال المناهضين للتواجد العسكري الإماراتي السعوديّ في عدن، مُشيراً إلى أن “مدينة عدن شهدت اغتيال عدد من العسكريين والمعارضين السياسيين للاحتلال الإماراتي السعوديّ بجنوب اليمن”.

وَأَضَـافَ أن تلك القيادات العسكرية التي ضمتها قائمة الاغتيالات-حسب المعلومات المسربة- تعارض أَيْـضاً “انتشار معسكرات المرتزِقة في عدن، ووصول عدد كبير من جماعات تنظيم الدولة الإسلامية داعش من جبهات القتال في سورية والعراق إلى عدن، بدعم إماراتي للتدريب؛ مِن أجلِ المشاركة في معارك البحر الأحمر وبحر العرب”، وقال: “رفض عدد من العسكريين المشاركة في معارك البحر الأحمر وبحر العرب مع المرتزِقة والقوات الأمريكية البريطانية والكيان الصهيوني”.

وأشَارَ متحدث الحراك الثوري الجنوبي إلى أن “الاستخبارات الإماراتية تستقطب الشباب في عدن، مستغلةً ظروفهم المعيشية، لتجنيدهم وتدريبهم ضمن مجندين من أبناء عدن لإرسالهم للقتال في معارك البحر الأحمر وبحر العرب”.

يأتي ذلك في وقت تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة الاقتتال في الجبهات الداخلية بين القوات التابعة للحكومة اليمنية الموالية للتحالف وقوات صنعاء، حَيثُ تم عقد لقاءات كثيرة بين قيادات عسكرية تابعة للتحالف الذي تقوده السعوديّة، منهم صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان بوزارة دفاع الشرعية، وطارق صالح الذي يقود ألوية حراس الجمهورية الممولة إماراتياً، مع ضباط أمريكيين وإسرائيليين وإماراتيين في جيبوتي وواشنطن، ضمن توجّـه أمريكي يؤيده مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لعودة القتال مع قوات صنعاء، لإجبارها على وقف عملياتها ضد السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي.

 

على الصعيد نفسه وفي إطار التحَرّكات الاستخباراتية الأمريكية البريطانية، كشف الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية بحكومة صنعاء عن تنفيذ الأجهزة الأمنية عملية استباقية، فجر، أمس الثلاثاء، ضد عناصر من تنظيم داعش المتطرف بمحافظة البيضاء، كانت على وشك تنفيذ عمليات انتحارية في العاصمة صنعاء وعدد من المدن في نطاق سيطرة حكومة صنعاء.

 

وقال الإعلام الأمني إن العملية التي نفذتها الأجهزة الأمنية في منطقة الخشعة بمديرية القريشية في محافظة البيضاء، أسفرت عن إخلاء المنطقة من عناصر داعش، ومصرع عدد من أخطر منتسبي التنظيم، بينهم قيادات، مؤكّـداً أن تلك العناصر “كانت جاهزة لتنفيذ عمليات انتحارية في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات”.

* YNP / إبراهيم القانص

 

You might also like