هل ستضحي الولاياتُ المتحدة بالسعودية والإمارات بتحالُفٍ جديدٍ ضد اليمن؟
متابعات| تقرير*:
تراهن الولايات المتحدة الأمريكية على السعودية والإمارات في التحالف التي تسعى إلى تشكيله لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر- حد زعمها- عقب الموقف العملي لقوات صنعاء الذي ترجم قرارها بمنع السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالكيان من المرور في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، في إطار موقف صنعاء المتضامن مع الشعب الفلسطيني.
التهديدات الأمريكية برد عسكري على صنعاء لا يعني حرفياً أنها هي التي ستنفذه، لكنها متيقنة من أن أمرها لأحد حلفائها في المنطقة العربية سيكون نافذاً، وأبرز هؤلاء الحلفاء هم السعوديون والإماراتيون، وسيكون سلاح الأمريكيين حاضراً، كما حدث في الحرب التحالف على اليمن، والتي أعلنت من الولايات المتحدة وتمت وفق رؤيتها وإدارتها، والشواهد كثيرة تجلت على مدى تسع سنوات مضت.
السعودية والإمارات تدركان جيداً أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضعهما في واجهة المشهد إذا ما قررت الهجوم عسكرياً على صنعاء، وفي الوقت نفسه تدرك الدولتان ماذا تعني المواجهة من جديد مع صنعاء، بعد النقلة النوعية التي وصلت إليها قوات، سواء في الجاهزية القتالية والمهارة العالية أو في ما أصبحت تملكه من ترسانة أسلحة، تعرف الدولتان أيضاً إلى أي مدى يمكنها أن تصل، وهو ما دفع بالسعودية إلى أن تطلب من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين التي استهدفت السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
الرسالة السعودية للولايات المتحدة جاءت تحت عنوان تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة، لكن مراقبين يرون أن الهدف الحقيقي منها هو أن الرياض لا تزال غارقة في ما أسمته تحالف دعم الشرعية، الذي ورطها في قتل اليمنيين وتدمير بلادهم واقتصادهم، وتحول كل هذا إلى خطر داهم على اقتصاد المملكة وأمنها بعد ما غيرت قوات صنعاء معادلات الحرب ووصلت إلى العمق السعودي، كما تدرك الرياض أن اقتصادها قائم على النفط، وبالتالي فإن تورطها في أي تحالف جديد ضد صنعاء سيجعلها تدفع ثمناً باهظاً، وهو ما تدركه أيضاً أبوظبي.
في المقابل، تفهم صنعاء ماذا تعني الولايات المتحدة الأمريكية بالتحالف الذي تنوي تشكيله لحماية البحر الأحمر، وتدرك جيداً أن الرياض وأبوظبي ستكونان في واجهته، ولذلك هددت الحوثيون بقصف آبار النفط والغاز فيهما، إذا ما فكرتا في الانصياع لحليفتهما واشنطن وانضمتا إلى أي تحالف ضد صنعاء.
عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي قال في تصريح لقناة “فرانس 24”: “إذا كانت السعودية والإمارات جزءاً من أي تحالف للعدوان على اليمن، فإننا لن نبقي فيهما لا حقل نفط ولا غاز”، مؤكداً “سنستهدف كل السفن التي تنقل النفط من السعودية والإمارات، والشتاء قادم في أوروبا وأمريكا، ولن يكون هناك نفط من الشرق الأوسط ولا من روسيا”.
وربط البخيتي التهدئة الحاصلة بين قوات صنعاء وقوات التحالف بقرار السعودية والإمارات في الانضمام للتحالف الأمريكي المزمع أو عدمه، حيث قال إن “التهدئة وعدم التصعيد سيستمر مع السعودية والإمارات إذا لم تكونا جزءاً من هذا التحالف ضد اليمن”.
من جهتها، جددت سلطات صنعاء تأكيدها أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر آمنة حيث أكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن، علي القحوم، في تصريح لقناة الميادين أن “اليمن ملتزم بالقانون الدولي والملاحة البحرية الدولية، وهو شريك في تأمين ذلك، وليس بحاجة للتواجد الأمريكي والإسرائيلي لضمان ذلك”.
وتشعر حكومة الكيان الإسرائيلي بأن هجمات قوات صنعاء على سفن الاحتلال ومنعها من العبور في البحر الأحمر، يشكل خطراً كبيراً على الكيان، ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأريكية، عن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أن “دوائر الدفاع والاستخبارات الإسرائيلية شعرت بالقلق من هجمات الحوثيين الأخيرة، واعتبرت التهديد خطيراً بما فيه الكفاية، لدرجة أن المخابرات العسكرية أنشأت وحدة خاصة معنية بالتهديدات القادمة من اليمن”، كما أشارت تقارير للمخابرات الإسرائيلية، في السنوات الأخيرة، أن الحرب على الكيان ستكون من جبهات متعددة، من بينها اليمن.
YNP / إبراهيم القانص –