مفاوضاتُ الرياض: تبايناتٌ لا تفسِدُ «الإيجابية»
صنعاء |
متابعات| تقرير*:
انعكست النتائج الإيجابية لجولة المفاوضات المباشرة الثانية بين وفد صنعاء والجانب السعودي في الرياض، سريعاً، في خطاب رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشاط، عشية الذكرى التاسعة لـ«ثورة 21 أيلول»، بعدما تلقّى الأخير تأكيدات من رئيس الوفد، محمد عبد السلام، بأنه لم يتبقَّ سوى القليل من التباينات التي تحتاج إلى التشاور مع القيادة، قُبيل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يحسم الملفّ الإنساني على نحو رئيسيّ، ويمهّد للحديث في الملفّات السياسية والعسكرية. وإذ عُلم أن تلك التباينات يتصدّرها إصرار المملكة على فرض نفسها كوسيط إقليمي، ورفضها تحمّل فاتورة الحرب والحصار، واقتراحها بدلاً من ذلك تنظيم مؤتمر دوليّ لإعادة الإعمار، فضلاً عن تمسّكها بالصفة التمثيلية لـ«المجلس الرئاسي» المشكَّل من قِبلها، فقد أكّدت مصادر سياسية مطّلعة في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن جولة الرياض تجاوزت التعقيدات التي حالت سابقاً دون تنفيذ بنود الملفّ الإنساني، ووضعت خارطة طريق وفق ترتيب زمني لتنفيذ هذه البنود، واصفةً ما جرى فيها بأنه «يؤسّس لسلام دائم وشامل». وأشارت المصادر إلى أن «أنصار الله تدفع نحو التسريع في عملية صرف المرتّبات، من خلال تقديم تصوّرات خاصة بآليات الصرف والجهة المخوّلة إيّاه والعملة التي سيتمّ بها».
كذلك، علمت «الأخبار» أن المفاوضات تخلّلها الاتفاق على جولة مشاورات جديدة – لإعداد الصيغة النهائية لخارطة السلام – ربّما تكون في صنعاء أو في مسقط، موضحةً أن من بين النقاط الخلافية المتّصلة بالصيغة المشار إليها، عدم اعتراف صنعاء بـ«المجلس الرئاسي»، ومطالبتها بإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي للتوقيع على أيّ اتفاق سياسي مستقبلي، وكذلك سعي السعودية لاستبدال عبارة خروج القوات الأجنبية من اليمن بعبارة «إنهاء عمليات التحالف»، ونقل مسؤولية إعادة إعمار اليمن إلى «مجلس التعاون الخليجي» ككلّ.
وكان المشاط أكّد، في كلمته مساء أول من أمس، أن «ما نقله وفدنا عن القيادة السعودية من الناحية النظرية لا شكّ يُعتبر رسائل وتأكيدات إيجابية، نضعها موضع الترحيب المشروط بسرعة العمل على وضعها موضع التنفيذ»، معلناً أن «صنعاء جاهزة لمعالجة أيّ مخاوف لدى الرياض بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء، ولن تكون صنعاء إلّا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وبلدان أمّتها». وكشف «إنني كنت قد أعددتُ خطاباً مختلفاً تماماً عن هذا الخطاب، ولكنني أجّلته في اللحظة الأخيرة، وكلّي أمل ألّا أضطر للعودة إليه في أيّ مناسبة قادمة»، في رسالة تحذير كمّلها العرض العسكري الذي أقامته قوات صنعاء، أمس، في ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة، لمناسبة «ثورة 21 أيلول»، وكشفت فيه نماذج من ترسانتها الحربية للقوات البرية والبحرية والجوية.
* الأخبار اللبنانية