متابعات| تقرير*:

إفساحاً في المجال أمام «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» لتنفيذ اتّفاق تبادل الأسرى الموقَّع بين الأطراف اليمنيين في جنيف مطلع الشهر الحالي، والذي يشمل أسرى سعوديين وسودانيين، تراجعت صنعاء عن قرارها الصادر مطلع الأسبوع الجاري، بشأن تعليق كل الرحلات التابعة للأمم المتحدة ومنظّماتها. كما بدأت، منذ الإثنين الماضي، بالترتيبات اللازمة لتنفيذ صفقة التبادل التي ستشمل 887 أسيراً من مختلف الأطراف، من بينهم 706 من أسرى صنعاء، التي تنظّم لهم استقبالاً رسمياً وشعبياً واسعاً، في مقابل إفراجها هي عن 181 أسيراً بينهم 16 سعودياً وثلاثة سودانيين، و162 من المقاتلين التابعين للحكومة الموالية لـ«التحالف».

وتأتي هذه الترتيبات بعدما جرى حسم الخطّة التنفيذية والزمنية للتبادل، وحُدّدت آليته من قِبَل «الصليب الأحمر» والأطراف اليمنيين. وفي هذا الإطار، حدّد رئيس «لجنة الأسرى في صنعاء»، عبد القادر المرتضى، الـ19 من رمضان الجاري (11 نيسان) موعداً للتنفيذ، موضحاً أن هذه العملية ستتمّ على ثلاث مراحل خلال ثلاثة أيام، أوّلها من صنعاء إلى عدن، وثانيها من صنعاء إلى الرياض، وثالثها من صنعاء إلى مأرب. كذلك، أعلن رئيس وفد حكومة عدن، العميد يحيى كزمان، أن تطبيق الاتّفاق سيبدأ بتاريخ 11 نيسان المقبل، على أن يتولّى «الصليب الأحمر» نقْل الأسرى والاستلام والتسلّم.

عملية التنفيذ ستتمّ على ثلاث مراحل تبدأ من صنعاء إلى عدن ثمّ إلى الرياض ثمّ إلى مأرب

ووفقاً لمصدرَين حقوقيَين – أحدهما تابع لحكومة عدن – تحدّثا إلى «الأخبار»، فسيتمّ نقل وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي، واللواء ناصر منصور هادي (شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي)، وأسرى عسكريين آخرين، من مطار صنعاء إلى مطار عدن في اليوم الأّول، الذي سيشهد أيضاً نقل دفعة مقابِلة في الاتّجاه المعاكس. وإذ رفض الصبيحي وهادي البقاء في عدن بعد إطلاق سراحهما، فقد نقلت مصادر مقرّبة منهما عنهما قولهما إنهما اتّخذا القرار بالعودة إلى مدينة المخا، على رغم أن هذا القرار من شأنه إرباك برنامج «الصليب الأحمر» الذي كان حدّد مدينة عدن وجهة للمفرَج عنهم من قِبَل صنعاء. والظاهر أن ذلك الموقف مردّه تجاهل «المجلس الانتقالي الجنوبي» لقضيتهما، في مقابل تبنّيها من قِبَل عضو «المجلس الرئاسي»، قائد «ألوية العمالقة» المتمركزة في الساحل الغربي، أبو زرعة المحرمي.
أمّا في اليوم الثاني، فسينقل «الصليب الأحمر» 19 أسيراً سعودياً وسودانياً من قوات «التحالف» من مطار صنعاء إلى مطار الرياض، في الوقت ذاته الذي سيتمّ فيه نقل أسرى يمنيين تابعين لـ«أنصار الله» من مطار خميس مشيط السعودي إلى مطار صنعاء، وأيضاً نقل نجل طارق صالح – عضو «المجلس الرئاسي» – وشقيقه من مطار صنعاء إلى مطار المخا في الساحل الغربي، والذي سينقل منه بالتوازي عدد آخر من أسرى «أنصار الله». وبخصوص اليوم الثالث، فسيتمّ فيه نقل أربعة صحافيين وعدد من أسرى قوات حكومة عدن من مطار صنعاء إلى مطار تداوين في محافظة مأرب، تزامناً مع نقل أسرى تابعين لحكومة الإنقاذ، على رأسهم سميرة مارش و33 معتقلاً من آل الأمير، من مطار تداوين إلى مطار صنعاء.

 * الأخبار البيروتية
19 رمضان موعداً للتبادل: الأسرى على طريق الحرية