كل ما يجري من حولك

اغتصاباتٌ في عدن وإعداماتٌ في مأرب.. التحالُفُ يحقِّقُ أهدافَه

اغتصاباتٌ في عدن وإعداماتٌ في مأرب.. التحالُفُ يحقِّقُ أهدافَه

433

متابعات: رصد*:

صوّر التحالف لأتباعه، في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، أن مجيئه كان ضرورة من أجل أمنهم واستقرارهم، وحلّاً لمشاكلهم التي ما كان لأحد غيره أن يملك القدرة على تفكيكها وحلها، وعن طريق أدواته المحلية المؤثرة استغل التحالف عاطفة الأهالي ليحظى بالترحيب والقبول، وما هي إلا فترة قصيرة حتى بدأت تداعيات وآثار الوجود الأجنبي والوصاية الخارجية تنعكس على حياة المواطنين بشكل مباشر، ولم يكن تفكيك المشاكل والتعقيدات سوى شعارات ضيقة ومضللة، فمصير تلك المناطق تم تسليمُه لأعنّة الأقدار التي يصنعها التحالف حسب خارطة أهدافه.

منذ انسحاب قوات صنعاء من المناطق الجنوبية والشرقية، بقي التحالف ولم يغادر وقد أنهى مهمته التي طالما وصفها بـ “الواجب”، بل عمّق وصايته عليها، ولم يكن تحريرها من صنعاء سوى نقطة الانطلاق لإدخالها في دوامة من البؤس والضياع والتفكك المجتمعي والانهيار الأمني الذي لم تشهد له مثيلاً على مدى تاريخها، ورغم أن السلطات والقيادات المحلية العسكرية والسياسية والأمنية كانت تدرك وجوب رحيل التحالف بعد إنجاز المهمة التي جاء من أجلها؛ إلا أنها تواطأت وكانت جزءاً رئيساً من مشروع التدمير والعبث بأمن ومعيشة وأرزاق وحريات المواطنين وسيادة الأرض، مقابل فتات الأموال وأوهام الألقاب والمناصب، ولا تزال الأوضاع حتى اللحظة تمضي نحو هاوية سحيقة وبشكل ممنهج وفق خطط مدروسة تتماشى مع غايات التحالف وأهدافه التوسعية.

ربما تكون مدينة عدن الأكثر بؤساً في ما تجنيه من إدارة التحالف لها، فقد وصل الانهيار الأمني والأخلاقي فيها إلى حد لا يطاق ولم يكن يتوقعه أحد، ويحدث كل ما يحدث بشكل شبه يومي بإشراف وتواطؤ الفصائل العسكرية والأمنية التابعة للتحالف، ولا يفعل أيٌّ منها شيئاً مما يفترض أنه واجبه أو مهمته، بل تتواطأ جميعها مع مرتكبي الجرائم، في حال لم يكونوا من عناصرها، فبعد أيام قليلة من اغتصاب فتاة ومقتل طفل، وقعت طفلة لم تتجاوز الخامسة من العمر ضحية جريمة اغتصاب مروعة في حي القعائد بالخساف في منطقة كريتر، اليوم الأحد، في مدينة عدن الخاضعة لسيطرة قوات التحالف، ويرجح انتماء الجاني إلى فصيل تابع للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات.

وفيما ترزح عدن تحت وطأة انهيار أمني وانفلات أخلاقي غير مسبوق، تعيش المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة التحالف أوضاعاً كارثية تمضي في مسار تصاعدي مخيف، ففي مارب أعدمت قوات الأمن الخاصة التابعة لحزب الإصلاح ضابطاً تابعاً لأحد أبرز الأذرع الإماراتية، صغير بن عزيز، ووفقاً لمصادر مطلعة فإن قوات الأمن الخاصة اقتحمت فندقاً بالقرب من محطة بن معيلي، ينزل القيادي الموالي للإمارات سعيد الوايلي، وأعدمته على الفور مع عدد من مرافقيه.

تصفية الوايلي، أدت إلى احتدام المواجهات بين قوات الإصلاح والقوات التابعة للإمارات التي يقودها رئيس هيئة الأركان في دفاع الشرعية صغير بن عزيز، وحسب المصادر ووفقاً للمصادر، فإن عملية الإعدام جاءت على خلفية اتهام الإصلاح القيادي المقرب من بن عزيز بالتورط في تفجيرات استهدفت تجمعاً لقيادات عسكرية تابعة للحزب، جنوب مدينة مارب، والتي على أثرها داهمت قوات الإصلاح عشرات المنازل والفنادق في مدينة مارب، ضمن عملية شنتها لملاحقة من وصفتهم بالمتورطين في استهداف قياداتها.

وإذا كانت قيادة التحالف تتنازع فيما بينها عملية تقاسم الكعكة اليمنية، فإن ذلك يتم من خلال الصراع الذي أججته بين فصائلها المحلية المنقسمة بين تابعين للسعودية وآخرين للإمارات، لتحصد الدولتان الخليجيتان نتائج تفكيك النسيج اليمني، سيطرةً وتحكماً ونهباً لثروات اليمنيين وانتاك سيادة بلادهم.

YNP /  إبراهيم القانص

 

You might also like