كل ما يجري من حولك

شكلهم (بَردَقْوه)!

….

758

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.

إذا كنتم ممن يعتب عليَّ أني أطيل الثناء في (الحوثيين) وأسهب في شكرهم والإشادة بهم فهذا في الحقيقة شأنكم، أما أنا فما ذنبي؟!

ما ذنبي.. إذَا كان هؤلاء الناس قد أجبروا حتى الصخر والحجر والرمال على أن يقفوا لهم إجلالاً واحتراماً ويشهدوا لهم!

ما ذنبي.. إذَا كنتم أنتم أنفسكم لازلتم تعيشون في عالمٍ افتراضيٍ اسمه الوهم وترفضون أن تواجهوا الحقيقة كما هي؟!

بالله عليكم،

أكثر من سبع سنواتٍ وهؤلاء الفتية يواجهون أعتى عدوانٍ غاشمٍ همجي تعرضت له اليمن بكل صلابةٍ وبطولةٍ واستبسال..

ماذا تريدون أن أقول فيهم؟!

جبناء مثلاً أم عملاء أم مرتزِقة أم خونة ومأجورين أم ماذا تريدون أن أقول؟!

أكثر من سبع سنواتٍ وهم صامدون وثابتون على مواقفهم ومبادئهم لم يتزحزحوا عنها قيد أنملة..

ماذا تريدون أن أقول فيهم؟!

بائعوا مواقف مثلاً.. أم أقول: مروجو كلام ومسوقو شعارات، أم ماذا تريدون أن أقول؟!

أكثر من سبع سنواتٍ وهم ورغم كُـلّ الظروف القاسية التي تعيشها البلاد يبسطون سيطرة الدولة ويفرضون هيبتها ويحفظون الأمن والاستقرار في سائر المناطق والمحافظات التي بحوزتهم وبخلاف من سواهم في مناطق أُخرى..

ماذا تريدون أن أقول فيهم؟!

قطَّاع طرق مثلاً أم عصاباتٍ مسلحة أم (مليشيا) كما يحلو لكم تسميتهم أم ماذا تريدون أن أقول؟!

أكثر من سبع سنواتٍ وهم كُـلّ يومٍ يفاجئوننا ويفاجئون قوى الإثم والعدوان بإنجاز جديدٍ يبعث على الإعجاب والفخر ويحسب في الأخير لصالح اليمن..

ماذا تريدون أن أقول فيهم؟!

منكسو رؤوس وأعلام مثلاً أم جالبو خزيٍ وعارٍ أم ماذا تريدون أن أقول يا تُرى؟!

يعني كُـلّ شيءٍ واضح وصريح ولا يحتاج أصلاً إلى ما يجيز اللوم أَو العتاب أَو أي شيءٍ من هذا القبيل!

الدور والباقي عليكم أنتم يا من لازلتم تنتظرون من أُولئك القابعين في فنادق الرياض وأبو ظبي والدوحة وأنقرة أن يأتوكم (بالذيب من ذيله) كما يقول إخواننا المصريون بعد أن فشلتم في إقناع حتى أبناءكم فيما تؤمنون وتقومون به!

ماذا تريدون أن أقول فيكم؟!

هل تعلمون ما هو أغرب شيءٍ وأطرفه في هذه الحرب وهذا العدوان الهمجي الغاشم بعد زهاء أكثر من سبع سنواتٍ من انطلاقه؟!

أغرب شيء فيه هم بعض أُولئك الذين أيدوه وساندوه وتماهوا معه منذ اللحظة الأولى..

كبر أبناءهم واشتد عودهم والتحقوا بإخوانهم المدافعين عن حياض هذا الوطن في مختلف الجبهات وأصحابنا أُولئك مكانهم لايزالون مؤيدين ومساندين ومتماهين مع هذا العدوان على ذات الوتيرة وبنفس المستوى!

هل رأيتم أغرب وأطرف من هذا؟!

ألتقيت بأحدهم قبل أَيَّـام وبعد أن فرغ من سرد بكائياته المعتادة وإعلان تذمره المعهود سألته:

كيف ابنك محمد؟! وما هي أحواله بعد الثانوية؟!

فكانت المفاجأة حين أجابني ساخطاً وبنبرةٍ خافتة وحاسرة ظاهرة:

محمد ترك البيت وذهب الجبهة!

ولماذا لم تمنعه كما تحاول منع وثني غيره من الشباب؟! سألته ساخراً!

حاولت جاهداً ولكن.. شكلهم (بردقوه)!

(بردقوه)! أجبت مستنكراً وساخراً في نفس الوقت.

هل رأيتم الآن إلى أي مدى فشل هؤلاء القوم وهذا الجيل المنبطح في إقناع حتى أبناءهم بمشروعية ما يحملونه ويدعون إليه من خزعبلات وأوهام؟!

قلك (بردقوه).. قال!

You might also like