كل ما يجري من حولك

 كاتبٌ فلسطينيي يكتُبُ حول: التسليم لأمر القيادة

باختصار.. حول التسليمِ لأمر القيادة

618

د. محمد البحيصي*

حل ما أثاره بعض الإخوة حول مسألة الطاعة والتسليم لأمر القيادة أقول :
-الأصل في الطاعة والتسليم هي أنّها لله سبحانه وهي من لوازم العبوديّة .اذ لا عبودية في غياب التسليم .
” وما أمروا إلّا ليعبدوا الله مخلصين له الدين”
– الطاعة والتسليم للرسول من لوازم الطاعة والتسليم لله..
“من يطع الرسول فقد اطاع الله”
– الطاعة والتسليم لولي الامر الشرعي في المعروف “انّما الطاعة في المعروف” والمعروف لا يترك لآحاد الناس وانّما هو من وظائف الامام او القائد ولا يشترط فيه البيان والتبيين ..وهذا نلاحظه فيمن هم ادنى من منزلة الامام او القائد كما هو الحال في العمل المؤسّسي والجيوش وغير ذلك حيث لا يقول عاقل بوجوب تبيان الامر وضرورة اقتناع المأمور به لكي يطيع ويسلّم .
وخلاف ذلك تحدث الفوضى والفتنة ولا تستقيم الحياة ..وهذا نظر عقلائي اجمع عليه العقلاء….
والذي لا يطيع ولا يسلّم إلّا بعد البيان والحوار والاقتناع فهو في حقيقة الأمر انّما يكون مطيعا لنفسه لا لمن أمره او كلّفه ولا معنى حينئذ للطاعة ولا للتسليم حيث الطاعة في هذه الحالة تكون لنفس المطيع..
” ويقولون طاعة فاذا برزوا من عندك بيّت طائفة منهم غير الذي تقول..”
وعليه…
فالضجّة التي اثيرت حول هذه المسألة هي ضجّة مفتعلة وتأتي في وقت احوج ما يكون فيه النّاس لوجود شخص اجتمعت فيه شروط القيادة المعتبرة من الوعي والبصيرة والعلم والحكمة والورع والتقوى والزهد والشجاعة والحرص على الناس والاجتماع والتراضي عليه شعبيّا ..خاصّة بعد آن جرّب النّاس الاحزاب السياسية وذاقوا الأمرّين من فسادها وفئويتها وتضييعها للعباد والبلاد.

* كاتبٌ فلسطينييٌّ، رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية

You might also like