كل ما يجري من حولك

خُذوا العِبرةَ من الهُـدَنِ السابقة

خُذوا العبرةَ من الهُـدَن السابقة

466

 

منصور البكالي

بالهُـدنة يعتبرُ الشعبُ اليمني أن الجولةَ الأولى من العدوان الأمريكي السعوديّ انتهت، ليستعدَّ لجولةٍ أُخرى حاسمة عكست العُرُوضُ العسكرية للجيش واللجان الشعبيّة مؤخّراً بتشكيلاتها المختلفة صورةً واضحةً عنها، ولما هو عليه من الجُهُوزية.

إنَّ الذاكرةَ الشعبيّةَ لا تزالُ مستحضرةً لجولاتِ الحروب الست الظالمة على محافظة صعدة، وما تخلّلها من هُـدن كانت تمنحُ الفئةَ المستضعَفةَ حينَها استراحةً للتحضير والإعدادِ لخوض أية مغامرة جديدة يُقْـــدِمُ عليها نظامُ العميل عفاش وأعوانه.

خلالَ كُـلّ هُـدنة من تلك الهُـدن كان المجاهدون الذين تربوا على الثقافة القرآنية التي عززت في وجدانهم الثقةَ بالله وبنصره للمؤمنين، ورسّخت في قناعاتهم مبدأَ التسليم المطلق للقيادة الربانية، ممثلةً بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، يعتبرون كُـلَّ موقفٍ وكُلَّ خطوةٍ تتخذُها القيادةُ في حواراتها مع السلطة الظالمة آنذاك مبدأً لا جدالَ فيه ولا نقاشَ حوله، بل هو خيارٌ لا بديلَ عنه وجولةٌ مؤقتةٌ تحملُ خلفَها انتصاراتٍ عظيمةً يرتقبونها بكُلِّ شوق وبكل لهفة وبكل استعداد وبكل تضحية، حال نكثها العدوّ.

وعلى هذا السياق ينظُرُ أبناءُ شعبنا اليمني إلى الهُـدنةِ وإلى حكمةِ القيادة الثورية والسياسية في تعاطيها مع قوى العدوان والأمم المتحدة برغم تهرُّب الطرف الآخر من الكثير من بنودها اليوم، كما كان يتهرّب عملاءُ أمريكا في الحروب الست من الوفاءِ ببنود الاتّفاقيات والهُـدن المبرمة.

عمومُ الشعب يدركُ حجمَ المؤامرة والحملات المضلِّلة التي تحاولُ النيلَ من علاقة الشعب بالقيادة وتسليمِه المطلَقِ لها، وكذا اهتمام القيادة بالشعب التي لم ولن تتوانى في خدمته وتحقيق تطلعاته مهما كان حجمُ التضحيات والجهود.

إنَّ الشعبَ ينظُرُ إلى خياراتِ القيادة من منظور قرآني لا جدلَ فيه ولا نقاشَ حوله، معتبرًا الهُـدنةَ تمهيداً لما بعدها من الانتصارات التي لم ولن يستوعبها الأعداءُ والحاقدون، كما كانت طبيعةُ الانتصارات التي تحقّقها الفئةُ القليلةُ المستضعَفةُ خلال الحروب الست على صعدة، متوقِّعاً أن تتجاوزَ انتصاراتُ ما بعد الهُـدنة الحدودَ التي يحاولُ العدوانُ الأمريكي السعوديّ رسمَها اليومَ بمؤامراته ودسائسه شرقي وجنوبي الجغرافيا اليمنية، ما لم تصل أصداؤها إلى عُمق العدوّ ويعودُ لشعبنا اليمني مجدُه ومكانتُه التاريخية، وللسيادة الوطنية اعتبارها على كُـلِّ شبر من الأراضي اليمنية المحتلّة.

You might also like