كل ما يجري من حولك

حكايةُ مسؤولٍ لا ينام!

486

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.

هل تتذكرون مقالي: أين اختفى القاضي؟

طبعاً تتذكرونه جيِّدًا.. خَاصَّة وأنه لم يمض على كتابته ونشره سوى بضعة أشهر فقط.

في الحقيقة لقد كنت أظن أنني وحدي فقط من لاحظ ذلك الاختفاء المريب أَو أدرك حجم ذلك الفراغ الذي أحدثه أَو تركه غيابه.

لم أكن أعلم بصراحة أن هنالك من الناس من كانوا ينتظرون مثلي على أحر من الجمر إجَابَة واضحة وصريحة ومقنعة عن هذا السؤال إلا بعد أن رأيت ذلك التفاعل الكبير مع ما طرحت!

ولست هنا بحاجة طبعاً لأن أذكر بعض خصائص الرجل أَو مميزاته التي جعلته يبدو مختلفاً تماماً عن من سواه من المسئولين، فهو وكما عرفته وعرفه غالبية الناس غنيٌ بفكره، غنيٌ بطبعه وأخلاقه، غنيٌ بحضوره وتواجده المُستمرّ على الأرض، غنيٌ بإنجازاته وعمله وإخلاصه وتفانيه!

هكذا عرفناه وعهدناه دائماً، وهكذا سيظل القاضي عبدالوهَّـاب شرف الدين وكيل أمانة العاصمة.

كما اختفى بالأمس فجأة، فقد عاد اليوم وظهر من جديد فجأةً أَيْـضاً، فكأنما من أراد له الغياب قد أحس بحجم ذلك الفراغ الذي تركه وراءه!

نعم.. عاد حاملاً معه مشروع نجاح متكامل وتاريخاً حافلاً وناصعاً من البذل والعطاء والإبداع والابتكار!

لا يستطيع أحد أن ينكر عليه ذلك..

هذا ما أثبته عمليًّا اليوم من خلال الدور البارز والمتميز الذي قام به ولايزال في مواجهة كارثة الأمطار والسيول هذا الموسم!

لقد رأيته وكعادته دائماً يشتغل على مدار الساعة بكل حيويةٍ وحماسة وإخلاص لدرجة أنني وفي لحظةٍ من اللحظات قد تعمدت الاتصال به في أوقات مختلفةٍ من الليل والنهار لعلي أجده قد هجع أَو خلد إلى قليلٍ من الراحة، لكني لم أجده كذلك! فقد وجدته وللأمانة مرابطاً وحاضراً ومتابعاً بكل شغف وحرصٍ واهتمام لكل ما قد يستجد أَو يطرأ من أمر هذه السيول والأمطار!

فكأنما هو مسئولٌ لا ينام!

وليس هذا فحسب، بل أنه وفي اعتقادي أول مسئول وجدته يترجم توجيهات السيد القائد الداعية إلى ضرورة تخلي المسئولين عن أبراجهم العاجية والنزول للعمل في الميدان.

تبين ذلك من خلال عدد الأماكن والمواقع التي نزل إليها القاضي عبدالوهَّـاب شرف الدين سواء لتفقد أحوال المتضررين وتقديم الدعم والعون لهم أَو لمباشرة مهام وأعمال فتح قنوات ومجاري ومناهل السيول المسدودة والمغلقة بنفسه، وكما هو موضح في الصورة المرفقة!

فالتحية كُـلّ التحية لهذا القاضي الهمام، والشكر كذلك موصولٌ لمن أسهم في عودته إلى الساحة من جديد عارفاً قدره وكفاءته وحرصه على تطوير العمل الاجتماعي والخدمي، خَاصَّة ونحن اليوم كمواطنين لا نستطيع أن نتحمل أَو نتصور (أمانة عاصمة) بدون عبدالوهَّـاب شرف الدين!

 

You might also like