كل ما يجري من حولك

جريمة بحق معالم عدن

437

بقلم\ أحمد الحاج

أخطر ما يجري في عدن اليوم من جريمة بشعة يصر مرتكبوها على الإمعان فيها لا تردعهم قيم أو أخلاق أو مبادئ دولية متعارف عليها.
عدن اليوم تتعرض لهجوم كاسح من أعمال البناء العشوائي يتسبب في تغيير معالم المدينة، وهذه كارثة حقيقية وللأسف تتسع يوماً عن يوم ويقف وراءها عصابات نهب الأراضي البعض منها مدعومة من قيادات عسكرية وأمنية كبيرة!!
البناء العشوائي المتواصل هنا وهناك أخل بالذوق العام للمدينة، التي طالما تغزل واستمتع بجمال شواطئها وجسورها وجبالها المثيرة للدهشة معظم زوارها منذ مئات السنين، من العرب والمستشرقين والمثقفين الأجانب الذين حل بعضهم واستوطنها لتصبح موطنه الثاني كما هو حال الشاعر الفرنسي رامبو…
ما يجري في عدن من سباق محموم لنهب المزيد من الأراضي والمساحات الخضراء والمتنفسات العامة بما فيها المساحات المخصصة كملاعب للأطفال وحدائق عامة، يجب إيقافها فوراً، فهذه أعمال الغرض منها إذلال المدينة وناسها حتى أصبحت مدينة عدن وكأنها إحدى “مدن الليل”، فعند كل صباح ترى معالم المدينة وقد تغيرت تماماً.
كما أن عملية البناء العشوائي لم تقتصر على وسط المدينة بل طالت جبل شمسان، أحد العناوين الأثرية الأزلية لمدينة عدن ليتحول إلى كتل إسمنتية.
هذا الوضع يؤدي كما هو معروف لطمس أهم معالم عدن وزينتها التي لا تقدر بثمن.
شواطئ عدن لم تسلم من هدا العبث المتسلل من عقلية متوحشة، فيتم حجبها بالكتل الإسمنتية التي تسرق من عدن إحدى أهم سماتها وأسرار شخصيتها الكوزموبوليتية.
والخلاصة
الخلاصة: إنهم يحولون أهم مدن اليمن إلى مدن قيد الإعدام ومن مدن أحياء إلى مدن الأشباح.

You might also like