كل ما يجري من حولك

الحكومة الكارثية..تفاقم معاناة الشعب

314

بقلم\ أحمد سعيد كرامة
الشعب وحده من يدفع ثمن تجارب فاشلة وفاسدة للحكومات الشرعية اليمنية المتعاقبة، اختلفت الأسماء والأشكال والنهج واحد لم يختلف كلياً، نحن نعيش بمرحلة حرب ومأساة حقيقية في جميع القطاعات المختلفة دون استثناء، ونحتاج لمهارات وقدرات وكفاءات عبقرية واستثنائية للخروج من هذا المأزق الخطير.

وصلنا لمرحلة خطيرة وكارثية لم نصلها في أحلك الظروف وأصعبها على الإطلاق، حتى أثناء الحروب الأهلية الداخلية أو بين شطري اليمن شمالاً وجنوباً لم نمر بهكذا مرحلة، المصيبة أن هذه المرحلة الراهنة الكارثية نعيشها ونحن تحت الوصاية والسيطرة التامة من قبل التحالف العربي النفطي الأغنى على مستوى العالم، وإذا لم يقم التحالف العربي بواجبه الإنساني وليس الأخوي عليه أن يرحل غير مأسوف عليه.

تحالف سخَّر ويسخِّر إمكانياته كلها في الجانب العسكري فقط لا غير، وها نحن ندشن مرحلة جديدة من حروب الوكالة بالساحل الغربي، والمدنيون لهم رب يرعاهم ويتولى أمرهم وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم، مزادات علنية كارثية بملايين الدولارات لا طائل منها بالنسبة لشؤون ومتطلبات وتطلعات الشعب.

إذا كنتم تبحثون عن سيولة نقدية من تلك المزادات الدولية الكارثية فهذا ليس وقتها، نحن في حالة حرب وفي ظل إدارة فاشلة وكارثية وغير مهنية ولا محايدة تدير بنك الشؤوم والإفلاس المركزي في عدن، لماذا لا تشترون بتلك الملايين من الدولارات المزادية مشتقات نفطية وتكليف شركة نفط عدن ببيعها مباشرة للسوق المحلية وضبط الأسعار وتوفير سيولة نقدية محلية.

تبيعون دولارات المزاد للتجار بسعر 1500 ريال يمني تقريباً للدولار الواحد، والتاجر يستورد بها بضائعه ويبيعها بسعر 2000 إلى 3000 ألف ريال للدولار الواحد، ما الذي استفاده الشعب من هذه المهزلة، فاقمتم معاناة ومأساة الشعب وعمقتم جراحه وحولتموه إلى مجموعة من الشحاتين على أبواب المنظمات، وجعلتموه فقيراً يتسول فتات ريع عائداته النفطية وخيراته من لئام القوم وفاسديهم وناهبي المال العام.

ماذا لو استوردت الحكومة الشرعية الكارثية خمس سلع أساسية بملايين دولارات المزاد الكارثي، وباعتها عبر المؤسسة الاقتصادية للمواطنين مباشرة حتى بسعر 1500 ريال للدولار الواحد، ألن نوقف جشع وهلع تجار الظلم عن ظلمهم للشعب، ونأخذ بها استراحة نسترد أنفاسنا لاستقرار السوق المحلي ولو مؤقتاً من هذا الماراثون اليومي في زيادة أسعار المواد الغذائية الأساسية وغيرها؟!

رئيس الوزراء، الإخوة الوزراء والنواب والوكلاء والمحافظون وغيرهم من المسؤولين: مش عيب تستعينوا بخبرات وكفاءات من دول القرن الأفريقي كرواندا وغيرهم ممن مروا بظروف مشابهة بهكذا ظروف نعيشها، المصيبة أنكم لا تدركون أنكم لا رؤية ولا دراسة جدوى ولا هدف لكم في تسيير السلطة التنفيذية، العيب أنكم مصرون على أنكم عباقرة هذا الزمن دون منازع، ما الذي تغير منذ طرد بن دغر من عدن، ما الذي تغير بعد دخول وزراء الانتقالي الجنوبي في حكومة المحاصصة والقسمة الضيزى، الذي تغير هو حال الشعب للأسوأ فقط.

You might also like