نفى مصدر مسؤول في حكومة الإنقاذ في صنعاء وجود أيّ وساطات إقليمية أو دولية لوقف معركة مأرب، قائلاً في حديث إلى «الأخبار» إن «ما أشيع حول وجود وساطات وعروض لا صحّة له»، مؤكداً أن «قرار تحرير المدينة وما تَبقّى من المحافظة اتُّخذ من قِبَل القيادتَين السياسية والثورية، ويقف إلى جانبه أبناء قبائل المحافظة». كما أكد المصدر أن «معركة تحرير مأرب أوشكت على الانتهاء، وفق الخطط المُعدّة لذلك». ويأتي هذا بالتوازي مع تحرّكات أميركية وسعودية نشطة خلال اليومين الماضيين، سعياً لمنع سقوط مركز المحافظة بيد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية». لكن تلك المساعي لا يبدو أنها ستُوصل إلى مكان، بالنظر إلى مواصلة صنعاء استعداداتها على المستويات كافة لدخول المدينة، بالتوافق والشراكة مع زعماء القبائل.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر قبلية، لـ«الأخبار»، أن سلطات حزب «الإصلاح» في مأرب «تلقّت ضغوطاً قبلية كبيرة خلال اليومين الفائتين من أجل القبول بمطلب تسليم المدينة من دون قتال»، موضحة أن «قبائل مأرب الموالية لصنعاء فتحت خطوط تواصل مع كلّ قيادات المجلس المحلي المنتخَبة في مركز المحافظة وقبائل الوادي، للتشاور حول هذا الموضوع». وكشفت المصادر أن هناك «تفهّماً كبيراً للمطلب القبَلي لدى معظم قيادات المجلس المحليّ، باستثناء المحافظ المعيّن من الإصلاح سلطان العرادة وشخصيات أخرى موالية للإصلاح»، مضيفة أن «معظم زعماء القبائل أبلغوا المحافظ رفضهم جرّ المدينة إلى معركة، وتحويلها إلى ساحة حرب من أجل مصلحة الإصلاح، معتبرين الحرب خطاً أحمر». وبحسب المصادر ذاتها، فإن «قبائل مأرب وزعماءها أكدوا للعرادة أن مهمّة الدفاع عن مركز المحافظة تنتهي في محيطه، وليس في وسط الأحياء السكنية، وفي حال إصرار ميليشيات الإصلاح التي تحفر المزيد من الخنادق وتعدّ المتاريس وسط الأحياء، على القتال، فإن الردّ سيكون بمواجهتها في مختلف أرجاء المحافظة».
في غضون ذلك، علمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر، أن «صنعاء أنهت كلّ استعداداتها لإدارة المدينة وتأمينها وتقديم الخدمات فيها» بعد استعادتها. وبيّنت المصادر أن «وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ التي كانت نشرت دورياتها الأمنية في المدن المحرَّرة جنوب مأرب الأسبوع الماضي، وعند المداخل والطرقات لحماية المسافرين، تستعدّ لمهمّة تأمين مدينة مأرب بعناصر من قبائل المحافظة»، مشيرة إلى أن «الوزارة سبق لها أن أهّلت المئات من العناصر الأمنيين من أبناء القبائل خلال الأشهر الماضية، لتسلّم الملفّ الأمني في المدينة فور تحريرها». وبالمثل، تستعدّ وزارات التربية والتعليم العالي والصحّة والكهرباء والنفط والاتصالات للقيام بدورها هناك.
من جهة أخرى، كشفت مصادر مصرفية، لـ«الأخبار»، أن بنك عدن المركزي التابع لحكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وجّه، الثلاثاء، بتعليق التحويلات المالية بين مأرب والمحافظات الأخرى، بعدما أثّرت تلك التحويلات على سعر صرف العملة في مناطق سيطرة حكومة هادي، والذي ارتفع من 1250 ريالاً للدولار الواحد، إلى أكثر من 1500 ريال في غضون أيام. وقالت المصادر إن بنك عدن أوقف التعامل مع أكبر شركات الصرافة في المدينة، والتي ثبت ضلوعها في تحويل كتلة نقدية كبيرة من العملتَين المحلية والأجنبية خلال الأسبوعين الفائتين لمصلحة قيادات عسكرية وحزبية.
ميدانياً، وعلى رغم تصاعد الغارات الجوية التي يشنّها طيران التحالف السعودي – الإماراتي، وتركُّز معظمها على مناطق تماس محدودة، تمكّنت قوات صنعاء من إحراز تقدّم جديد عند البوّابة الجنوبية لمدينة مأرب، حيث سيطرت على عدد من المناطق الاستراتيجية المتاخمة لها كمناطق الفليحة والردهة والنقعة الشرقية، واستطاعت التمركز في أطراف البلق الشرقي والمناطق الموازية له في منطقة الفلج.

* الأخبار البنانية| رشيد الحداد

ضغوط قبليّة مكثّفة على المجلس المحلّي: لا قتال بعد أسوار مأرب