كل ما يجري من حولك

عدن..لم يتبقَّ غير الكتابة عن الموت

442

بقلم\ علي منصور مقراط
يسألني العسكريون والمواطنون عن توقف كتابتي عن انقطاع رواتب الجيش والأمن والحال المأساوي الكارثي الذي تعيشه عدن، وأضافوا في اتصالات مكثفة: نتابع مؤخراً تركيزك على حالات الموت والتعازي!
أجيب على البعض: هو هذا الحال الذي وصلنا إليه تزايد حالات الموت وفقدان الأصدقاء والأحبة بشكل يومي دون توقف. ولم نستطع سباق مجالس العزاء هنا وهناك.
يسألني زملائي العسكريون شي راتب أجيب ما فيش، ويكررون: طيب متى نموت من الجوع! أقول لهم قريباً صبركم والخبر عند شكيب حبيشي، لكن اللافت لم يعد ينزل إلى مكتبه مؤخراً مريض. قالوا: هذا الذي حكم علينا بالموت جوعاً ندعو الله أن يزيله ومن معه من المتاجرين برواتبنا في الحكومة والانتقالي.
طبعاً العسكريون بدون رواتب للشهر الثامن وبعد يومين يدخلون شهرهم التاسع للعلم.
في عدن والمحافظات المجاورة الناس أُنهكت ولم يعد أمامهم غير انتظار الموت واقفين.
لا رواتب ولا كهرباء ولا مياه ودرجة الحرارة مرتفعة إلى حدها الأقصى والعملة انهارت بل محلات الصرافة مغلقة، والأسعار نار حتى أجرة المواصلات أربعمائة كل خطوة، الفوضى والبسط والنهب والمخدرات سيدة الموقف.
أعلن الزبيدي حالة الطوارئ والتعبئة العامة والناس ولا فاكرين أو جايين بشي يمشون ويفضلون الموت برصاصة طائشة من حياة الجحيم وصراخ أطفالهم في بيوتهم من الجوع والحر الشديد.
لا شيء تبقى غير الموت المتسارع، ماذا أكتب غير عن الموت!! حتى سقوط بعض مديريات بيحان وتهديد حدود أبين لم يسمح لنا الحال المزري لتناولها بشكل دقيق.
حسناً في عدن لم يتبقَّ غير الموت المتسارع. رحم الله موتانا وشفى مرضانا.

You might also like