كل ما يجري من حولك

تقرير| التحالف يُطْلِق موجةً جديدةً من “الفرز المناطقي” في عدن

تقرير| التحالف يُطْلِق موجةً جديدةً من “الفرز المناطقي” في عدن

402

متابعات| تقارير| البوابة الاخبارية اليمنية:

موجة جديدة من الفرز المناطقي ينفذها التحالف عبر أدواته الداخلية في محافظة عدن، ضد إخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية بمنعهم من دخول مدينة عدن واحتجازهم في مدخلها الشرقي أو ما يسمى “نقطة العلم”، والفرز المناطقي هو أحد الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها التحالف لضرب النسيج المجتمعي اليمني وتفكيكه، كون ما ينتج عنه من تعميق الكراهية وتعزيز وتعميق مسببات الفُرقة بين أبناء المجتمع الواحد يؤسس لاستمرار الصراع الداخلي، وهو الأمر الذي يجعل تحركات التحالف أكثر سهولةً وأضمن لتحقيق أهدافه وأجنداته التي جاء في الأساس من أجلها.

الكثير من المسافرين من أبناء المحافظات الشمالية، وفيهم أُسرٌ بأكملها، حسب مصادر متواترة، يتعرضون منذ حوالي ثلاثة أيام، لانتهاكات بدوافع مناطقية على يد الفصائل المسلحة الموالية للتحالف والتابعة له، حيث منعتهم من دخول مدينة عدن واحتجزتهم في نقطة العلم، رغم أن فيهم نساء وأطفال ومسنِّين، ولم تقف تلك الفصائل عند حدود المنع بل تجاوزت ذلك إلى حد تهديد المعترضين على تلك الممارسات باستخدام العنف الجسدي والاعتقال، في حال لم يعودوا من حيث أتوا، حسب بيان للمركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية والذي أصدره بموجب تقرير لوحدة رصد الانتهاكات الحقوقية التابعة له.

المسافرون المحتجزون في المدخل الشرقي لمدينة عدن والممنوعون من دخولها، كان غرضهم السفر إلى الخارج لتلقي العلاج نتيجة استعصائه في الداخل بسبب حرب التحالف وإجراءات الإغلاق التي يفرضها على المطارات والمنافذ والموانئ، والتي كان القطاع الطبي أكثر المتضررين منها، وهو ما يراه مراقبون أزمة أخلاقية وإنسانية يعيشها التحالف وأدواته المحلية، التي أسند إليها مهمات وممارسات قمعية تتنافى مع كل القيم والأخلاقيات التي تميُّز أبناء المجتمع اليمني، حيث يسعى التحالف إلى تدجينه وتجريده من صفاته وأخلاقه التي طالما اتصف بها وجعلته الأكثر رقياً وإنسانية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يدفع فيها التحالف بأدواته الداخلية في الجنوب لممارسة أعمال مناطقية وعنصرية ضد إخوانهم من أبناء المناطق الشمالية، فمنذ سيطرته على عدن حرص على إذكاء تلك النزعات المقيتة، وتعرض العاملون من أبناء الشمال إلى حملات مطاردة وتشريد وتنكيل على يد التشكيلات العسكرية التابعة للتحالف، وتعرضوا للاعتقال والقتل والتعذيب وحرق ونهب ممتلكاتهم على مدى السنوات الماضية، وفي الوقت نفسه يعمق التحالف الصراع الداخلي بين أبناء الجنوب أنفسهم، ويدعم كل الأطراف بالمال والسلاح، ليتفتت المجتمع حتى لا تجد قوات التحالف من يقف ضدها ويضع حداً لمخططات أطماعها.

ويرى المراقبون أن إحياء الممارسات المناطقية ضد أبناء المحافظات الشمالية في عدن، يُعدُّ مؤشراً على مرحلة جديدة من العنف ضد المتواجدين منهم في عدن وبقية المحافظات الجنوبية من العاملين البسطاء، وقد يكون غرضه صرف الأنظار وإشغال الرأي العام عمّا وصل إليه الوضع في المحافظات الجنوبية من تدهور على المستويات كافة، وعن التحركات الأخيرة للتحالف التي تضع فيها اللمسات الأخيرة لاستكمال السيطرة وبسط النفوذ الكامل على الكثير من مناطق الثروات والمواقع الاستراتيجية السيادية كالجزر والمنافذ البرية في المهرة وسقطرى وشبوة وغيرها.

You might also like