كل ما يجري من حولك

الإمارات تحوّل “مطار الريان” إلى ساحة لتعذيب المسافرين

466

 

كانت المساعدات الإغاثية الضئيلة في حجمها، والمدعومة بحملة شعارات كبيرة عبر وسائل إعلام التحالف، مدخلاً مناسباً لكسب ثقة اليمنيين الذين أيدوا التدخل العسكري في بلادهم، وتزامن مع تلك الحملات الدعائية للمساعدات الإغاثية حملات مرافقة من الوعود بتحويل تلك المناطق إلى جنات عدنٍ تنعم بالاستقرار الأمني والرفاه المعيشي،

مستغلين حالة الفقر والعوز التي يكابدها الأهالي، ما جعلهم يفتحون أذرعهم وحدود بلادهم لقوات التحالف، أملاً في تحقيق تلك الأحلام والوعود، التي كانت أشبه بنقوشٍ على صفحات الهواء، فبمجرد سيطرة التحالف على تلك المناطق بدأت فصول من الفوضى الأمنية والانهيار المعيشي والخدماتي، ولا تزال تتوالى تباعاً لترسم خيبة أمل كبيرة ما كان يتوقعها من جرفتهم موجة الشعارات والوعود التي أطلقها التحالف في بداية تدخلاته.

نماذج كثيرة من البؤس الذي أنتجه التحالف في مناطق سيطرته على امتداد ما أُطلق عليه المحافظات المحررة، فكل يوم تمتلئ منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بأشكال من ممارسات التحالف ما كانت تخطر ببال أحد من ضحايا شبكاته الإعلامية التي لا تزال حتى اللحظة تزيف وعيهم وتذهب به بعيداً عن واقع ما يحدث.

كان آخر ما تكشف من تعسفات التحالف بحق اليمنيين في مناطق سيطرته ما كشفته شكاوى عشرات المسافرين من تعسفات تمارسها بحقهم القوات الإماراتية في مطار الريان الدولي بمحافظة حضرموت، وهو المطار الذي حولته الإمارات إلى ثكنة عسكرية، على غرار مطار الغيضة في محافظة المهرة الذي جعلته السعودية مقراً لقواتها وقوات أخرى متعددة الجنسيات.

المسافرون عبر مطار الريان الدولي بحضرموت، قالوا إن القوات الإماراتية تتعامل معهم بطريقة مستفزة، حيث تمنع موظفي الخطوط الجوية اليمنية من التواجد في مدرج المطار، ولا تسمح إلا لأشخاص معينين بعد تجريدهم من هواتفهم الشخصية، وأشار المسافرون إلى أن ملامح المطار تغيرت عمّا كانت سابقاً ليصبح أشبه بمعسكر في بنيته، إضافة إلى بناء سجون سرية داخله.

وأضاف المسافرون أن القوات الإماراتية المسيطرة على مطار الريان تفتشهم على مسافة ما يقارب نصف كيلو متر من المطار، وتضع حقائبهم على الأرض ثم يعبرون من خلال نحو سبع بوابات يفتشون فيها مرة أخرى، ولا يسمح لهم بعد ذلك بالدخول في الأوقات المناسبة لمواعيد رحلاتهم، ووصلت التعسفات حد منع المسافرين من الدخول إلى صالة المغادرة، حتى تستمتع القوات الإماراتية بتركهم تحت سياط الشمس الحارقة لنحو ثلاث ساعات، ولا يفرقون في ذلك بين طفل أو امرأة أو مُسنٍّ أو مريض، ويظل أفراد تلك القوات يتجولون بأسلحتهم داخل صالات وممرات المطار أمام المسافرين بدون أي شعور بما يتسببون به من استفزاز لمشاعرهم ومخالفتهم الواضحة للقوانين الدولية الخاصة بالطيران المدني.

YNP –  إبراهيم القانص :

القوات الإماراتية تحوّل "مطار الريان" إلى ساحة لتعذيب المسافرين

You might also like