كل ما يجري من حولك

مؤذنُ النصر يؤذن ما بين ساعةٍ وساعة

475

 

صفاء مفضل

على ما يبدو فَـإنَّ أمريكا بعد أن حُرِّمت عليها المراضع إلا ثدي البقرة الحلوب طيلةَ الستة الأعوام المنصرمة، أبت إلا أن تُكمِلَ رضاعتَها من الثدي نفسِه وأن لا تحلب إلا البقرة الهزيلة نفسها التي بدأت بها، ولن تنتهيَ إلا بحتفها.. فأمريكا تنكُثُ الوعودَ تلو الوعود إلا أنها في حقيقة الأمر وفي جانب ما يخُصُّ مصالحَها جادةٌ وصارمةٌ أمام وعود السعودية لها، ومهلة التنفيذ تكونُ مزَّمنةً ومحدّدة، ولا بُـدَّ للبقرة الحلوب أن تقضيَ الأجلَ حتى وإن كان إلى أجلٍ غير مسمى.

الشلةُ الوهَّـابيةُ الخليجية مغلوبٌ عليها الأمر، وسياسةُ قوى الاستكبار تقولُ بلسانها ما ليس في قلبها إزاء كُـلّ ما يحدث في اليمن من عدوان وحصار، ناهيك عن الأزمات المتلاحقة المنذرة بكوارثَ إنسانية إذَا ما استمر الحصارُ والعدوان والعاقبة وخيمة.

حجر الزاوية لا تتغير، ولا تبشر بالخير، في كُـلّ مرة تأتي الولايات المتحدة الأمريكية فيها بتصريح بل قد لا يشكل أي فارق من الفروق، والمعادلات غالبًا ما تكون صفراً على الشمال فلا صفحة تطوى ولا جديد إلا أن اليدَ التي تزعُمُ مد العون والمساعدة هي تلك نفسها من تقتل الضحية، ثم إذَا ما انتهت انطلقت بين جموع المشيعين ناحت وَذرفت الدموع.

تواطؤ أممي ودولي أمام خيوط جريمة واضحة تشير بالفاعل، وتلاعب قوى الاستكبار واستمرارها في استخدام الأوراق المختلفة لحبْك المؤامرة لن يطول، فهناك ما يعري زيف الحقيقة، ويظهر الحق حقاً.

فالشريانُ النابضُ للمقاومة في اليمن يدافعُ عن نفسه وأرضه، بعيدًا عن ما قاله السفيرُ البريطاني بأنها أعمالٌ عدائية، فالعينُ بالعين، ودائرةُ السوء تدور، والفتحُ العظيمُ مرتقَبٌ بإذن الله، فالمعركةُ معركةُ حرية واستقلال ونَفَسٍ طويل، ومؤذنُ النصر يؤذنُ ما بين ساعةٍ وساعة، وَمرتزِقةُ العدوّ في مأرب ينكمشون ويتمددون ما بين أسرى وقتلى، ومكاسب الجهاد والنصر بفضلِ الله وجنوده مثمرةٌ وعظيمةٌ، أما تفويضُ الشعب لقائد الثورة (السيد عبد الملك الحوثي) بخصوص الرَّدِّ المناسبِ على استمرار العدوان والحصار فهو القادم، والقادم أعظم.

You might also like