كل ما يجري من حولك

المحافظات الجنوبية وجحيم الاحتلال

348

 

إكرام المحاقري

عندما يكونُ بَرُّ الأمان مزيفاً، نجدُه مخضباً بالدماء ومحاطاً بالأشواك، عندها تهلك الشعوبُ المخدوعة وتصبح مطيةً لتمرير المخطّطات الاستعمارية، وما تشهده المحافظات الجنوبية من فوضى عارمة لَهو خيرُ دليل على مرارة ما سيحصل في قادم الأيّام، فـ العروسة “عدن” باتت ذات وجه باهت، بينما تمسكت العاصمة السياسية “صنعاء” ببريق حريتها ووطنيتها، فالخط الأحمر هو الذي يوقفُ العدوُّ عند حده.

بينما ثارت الشعوبُ في المحافظات اليمنية الحرة وصرخت بشعار “أمريكا أم الإرهاب”، وبينما خرجت المسيراتُ في أكثر من دولة عربية وغربية منددة بالعدوان الغاشم على اليمن، التهبت النيران في” عدن”، وتعالت أصوات التفجيرات الإرهابية، وأصبحت “عدن” حاضنةً للإرهاب الأمريكي، وما حال الشعب هناك إلا كـحال يتيم فقد أمه وأباه في ذات اللحظة، ناهيك وقد فقدوا وطنَهم وكرامتهم وأصبحوا يعيشون الغربة بتفاصيلها.

لم تعِ الشعوبُ في المحافظات الجنوبية خطورةَ المرحلة التي يجثو فيها طمع الاحتلال على ثروات المنطقة، ولم يحسبوا حسابَ أن المحتل “السعوإماراتي” الجديد هو ذاته المحتلُّ “البريطاني” القديم، وكلهم يتحَرّكون ضمن التوجيهات الصهيونية؛ مِن أجلِ تحقيق “وعد بلفور المشؤوم”، وها هم الجنوبيون يساعدون صهيون في تمرير مخطّطه القذر، والثمن هو رقابهم.

ليس بغريبٍ أن تعُمَّ الفوضى ويسودَ الفسادُ أرجاءَ محافظة “عدن” وغيرها من المحافظات القابعة لسلطة الاحتلال، بل إنها تحصيل حاصل لنتاج 6 أعوام من الاحتلال، ومن أجل خلق الفوضى قد تواجدت القوى الإجرامية في المنطقة، وها هي المملكةُ السعودية تجدد الإقامة من جديد لأدوات وقوات جديدة وصلت إلى ميناء عدن حديثاً، وقد يكون أكثرُهم مجندين من قبل التنظيمات الإرهابية، حَيثُ وقد تم كشف الستار على حقيقة الوهَّـابية السعودية المقيتة، والذين ضحوا بعزيزٍ عليهم مؤخّراً، حَيثُ فجّر نفسَه في سوق بالعراق مستهدفاً أرواح الأبرياء، وسيكون هذا جديدَ محافظة “عدن” لا محال!!

تبقى الأحداثُ في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلّة بشكل عام كقسمةٍ مطولةٍ يصعُبُ حَلُّها والصفرُ نتيجتها، فلا خروجَ من مستنقع الفوضى إلا بتحَرّك شعبي يجتث قوى الاحتلال، فالإرادَة هي من أوقفت قوى العدوان عند حدِّهم في المناطق الشمالية، وهي من كسرت غرور دول الاستكبار، وهي من ستحرّر أبناء الجنوب من أغلال العبودية.. لا غير ذلك.

You might also like