كل ما يجري من حولك

العاطفي يقدم الإقرارَ الأولَ بالذمة المالية

441

 

عبدالخالق القاسمي

من المثير للإزعاج بالنسبة للمرتزِقة وأسيادهم محاربة الفساد في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى، والبدء في تقديم القيادات السياسية الإقرارات بالذمة المالية طريق سمحة ومعبدة نحو اقتلاع الفساد التاريخي من جذوره، وهذا لايروق لأرباب الفساد وأساتذة العمالة وخنجر الخارج في خاصرة اليمن، لكن لا بأس بالنسبة لهم هذا مقارنة مع تقديم القيادات العسكرية إقرارات بالذمة المالية؛ أظن خبر تسليم وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي إقراره الأول بالذمة المالية أشبه ما يكون بصاعقة ضربت شجرة يتدلى من فوقها قرود يأكلون فتات القصور الملكية السعودية بعد أن أكلوا اليمن وعاثوا فيها الفساد، فخبر تواجد شخصية سياسية شريفة في صنعاء يمكنهم التغاضي عنه بتحريك بقية الأوراق الفاسدة، كما أن السياسي وإن كان نظيف البطن واليد طالما لا يقوم بما ينهض باليمن في مجال عمله يبقى غير مؤثر، لكن المشكلة في العسكري المعني بالجبهات وأمور الحرب، العسكري إن قدم إقرارا بالذمة المالية يعني أن المال آخر همومه وأنه لم يخرج طلبا للمال، ويعني أن ما لديه حلال، ويعني أنه لا يفكر في النهب والسلب مستقبلا، ويعني أن الجبهة التي يتواجد فيها قوية ولا يمكن تحطمها.

ما قام به العاطفي ينسف الآمال المتبقية لدى المرتزِقة في محاولة تحقيق اختراق هنا أَو هناك في الجبهة العسكرية، فالفرق شاسع والفارق كبير والفروق كثيرة بين هذا في صنعاء وذاك في فنادق الرياض.

بين الذي في بطون الخنادق ومن فوقه الطائرات، وذلك الذي غاب عن الأرض ومن تحته الحرير الناعم.. بين محمد بن ناصر وزير دفاع اليمن.. ومحمد بن سلمان وزير دفاع السعودية..

بل الفرق على مستوى الأفراد.. ففي صنعاء من يتقدم الأفراد.. وفي الرياض من يتأخر حتى جنوده عن مقارعة الرجال ويختبئون خلف المرتزِقة اليمنيين والسودانيين وغيرهم.

تقديم الإقرارات المالية خطوة ترسم المستقبل السياسي والعسكري لليمن، وعلامة تؤكّـد لمن الغلبة ومن يستحق النصر.

You might also like