كل ما يجري من حولك

آخر تقليعات “العرادة” .. سرابٌ ترفيهي في صحراء مأرب

548

 

متابعات| مارب:

المعيارُ الذي اعتمده التحالف في اختيار أدواته الموكل إليها تنفيذ مخطّطاته في اليمن كان ناجحاً إلى حَــدٍّ ما، حَيثُ حرص على أن تكون تلك الأدوات ممن يتقنون طرق الاستخفاف بعقول المواطنين، ويجيدون أساليب استغلال ثقتهم والعزف على أوتار معاناتهم،

إلى درجة أن إتقانهم تلك الأساليب جعل المواطنين يغفلون عن أن أُولئك المسئولين هم سبب معاناتهم في مختلف مجالات الحياة، فقد كان التحالف حريصاً أن يكونوا ممن لا يعني الوطن وحريته واستقلاله ومصالحه شيئاً في ضمائرهم ووجداناتهم؛ باعتبَارهم النوعية المطلوبة في هذه المرحلة بل رجالها الذين قدموا بلادهم وثرواتها هدية سهلة، وكانوا كما أراد لهم أن يكونوا، وكان لصفة “الشرعية” التي صبغهم التحالف بها دور كبير في تضليل الرأي العام، والابتعاد بالوعي عن الحقيقة.

 

أحد أبرز تلك الأدوات التي سجلت حضوراً لافتاً في خدمة التحالف على حساب شعب بأكمله كان محافظ مارب المُعين من هادي، القيادي في حزب الإصلاح سلطان العرادة، الذي يتحكم في إيرادات أكبر وأهم ثروة سيادية يمنية هي النفط والغاز، وكما رسم له التحالف يعبث بتلك الثروة ويبددها بضمير غائب تماماً ولا يوجد في قاموسه أي معنى للسيادة الوطنية أَو ثروات وحقوق اليمنيين من خيرات أرضهم، وكأنه لا ينتمي لتراب هذه البلاد، فولاؤه المطلق للتحالف جعله الأسباب الرئيسة لتعاسة الملايين من اليمنيين، خُصُوصاً أبناء محافظته.

 

يتقاسم العرادة عائدات نفط وغاز مارب مع علي محسن الأحمر، لكن النصيب الأكبر يستحوذ عليه سلطان العرادة الذي يُعدّ الآن من أكبر المستثمرين اليمنيين في تركيا التي نقل إليها الكثير من أمواله للاستثمار في مجال العقارات والأسهم، ومنها أسهم في أحد أكبر مصانع الحديد، بالإضافة إلى إنشاء مصنع مستقل للحديد والصلب في تركيا بالشراكة مع القيادي الإخواني الثري جِـدًّا حميد الأحمر، وتقدر مصادر مطلعة رأس مال ذلك المصنع بأكثر من 80 مليون دولار، الأمر الذي يجعل العرادة نقطة أشد سواداً في ملف معاناة اليمنيين.

 

وباعتبار سلطان العرادة أحد أفضل أدوات التحالف في الاستخفاف بعقول اليمنيين، يواصل المُعيّن على خزائن مارب سرقة أقوات اليمنيين من أفواههم، بأساليب الاستخفاف والاستغفال نفسها، وهذه المرة أضاف إليها تحديثات جديدة، ربما؛ لأَنَّ موهبته تزداد خبرةً وبذلاً في سبيل إرضاء التحالف، بظهوره على شاشات ومنابر منظومة الإعلام المكلفة بتلميعه وتمرير احتيالاته وعملياته الاستنزافية لموارد المحافظة من النفط والغاز، وهو يضع حجر أَسَاس لوهم جديد واستخفاف جديد بأبناء مارب، يتمثل في ما أطلق عليه مسمى “مشروع ترفيهي”، وإمعاناً في الاستخفاف بأبناء مارب أعلن العرادة أن مشروعه الترفيهي المزعوم سيكون في صحراء مارب، وقد يكون المكان دلالة على السراب الذي يسوِّقه العرادة لأبناء المحافظة، ومبرّراً جديدًا لأموال طائلة قرّر إضافته إلى تخمة ثرائه على حساب اليمنيين الغارقين في المعاناة المعيشية؛ بسَببِه وأمثاله من رجال التحالف المخلصين.

 

أربعمِئة مليون دولار، كلفة تقريبية لمشروع العرادة الترفيهي الصحراوي، مستوى متقدم من الاحتيال يستعرضه محافظ مارب مارب وناهب ثرواتها، لا يتعدى كونه وهماً يُراد به عملية نهب كبيرة هذه المرة، تكشفها قرائن بسيطة بإمْكَان أي مواطن من أبناء اليمن فضحها، منها على سبيل المثال موقع المشروع الترفيهي في الصحراء بمكان بعيد جِـدًّا عن مدينة مارب، في وقت تفتقر المدينة نفسها إلى مستشفى مؤهل يستوعب أبناء المحافظة ويوفر عليهم مشقة وكلفة السفر إلى صنعاء للعلاج، وهذا بنظر مراقبين تناقض واضح يكشف حجم تزييف الواقع الذي يحجب به العرادة حقيقة ما يمارسه من نهب غير مسبوق لعائدات النفط والغاز، ولا تزل أحجار الأَسَاس السابقة التي وضعها لمشاريع سكك حديدية ومطارات وجامعات وملاعب رياضية شاهدةً على حجم الاستخفاف الذي يمارسه بحق أبناء مارب، مغدقاً الأموال الباهظة على الأبواق والوسائل الإعلامية التي تحاول ليل نهار تحويل الوهم إلى حقيقة.

YNP – إبراهيم القانص

سراب ترفيهي في صحراء مأرب .. آخر تقليعات "العرادة"

You might also like