كل ما يجري من حولك

في ذكرى اغتيال وطن.. لهذا السبب قتلت السعوديةُ وأذنابُها الرئيس الحمدي

718

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي

لن أسألَ النظامَ السعوديَّ طبعاً هل هو من أقدم على تصفية الشهيد الحمدي أم لا؛ لأَنَّه ببساطة لم يعد خافياً على أحد اليوم أنه هو من خطط وموَّل وأشرَفَ على تنفيذ هذه الجريمة الغادرة.

كما أنه لا يهمني أن أسأل أَيْـضاً من هم المنفذون المباشرون لهذه العملية من العناصر المحلية؛ كونهم في حقيقتهم لم يكونوا سوى أدوات مدفوعي الأجر لو لم يقوموا بها أنفسهم فسيجدون غيرهم للقيام بها طالما والمخطّط كان جاهزاً والنِّيَّة مبيتةً مسبقًا.

لكني سأسأل وأوجه سؤالي هذا على وجه التحديد إلى أُولئك الذين لا يزالون يعتقدون أن السعودية لا يمكن أن تعمل أَو تتحَرّك بأي حالٍ من الأحوال ضد مصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره،

هل اتخذت السعودية قرار قتل وتصفية الشهيد الحمدي يومها؛ مِن أجلِ مصلحة الشعب اليمني أم مِن أجلِ مصلحة مَن يا تُرى؟

الإجَابَة على هذا السؤال بصراحة سيوضح اللبس لدى الكثيرين حول ما تقوم به السعودية اليوم في اليمن، هل هو عدوان صارخ وتدخل في شئون اليمن أم يأتي مِن أجلِ مصلحة الشعب اليمني؟

فهل كان الشهيد الحمدي ديكتاتوراً ومستبداً وقاهراً للشعب اليمني حتى تأتيَ السعودية وتتدخل وتخلصه من هذا الحاكم الطاغية المستبد أم أنه كان مقبولاً ومحبوباً من كُـلّ فئات وقطاعات الشعب اليمني؟

وهل كان الشعب اليمني يعيش في حالة من البؤس والشقاء والحرمان وضيق الحال؛ بسَببِ حكم هذا الرجل له حتى تأتي السعودية وتتدخل وتخلصه من شروره واحتكاره للسلطة والثروة أم أن الشعب اليمني لم يعرف رخاءً وسعادةً وسعةً في الرزق والعيش إلا في عهده؟

إذاً الحقائقُ التي كانت ظاهرةً وموجودة على أرض الواقع وفي نفوس وأحوال الناس يومها تقول: إن السعودية لم تقتل الشهيد الحمدي؛ مِن أجلِ مصلحة الشعب اليمني وإنما قتلته ظلماً وحقداً وعدواناً على هذا الشعب وضد كُـلّ مصالحه وحاضره ومستقبله ومستقبل أجياله المتعاقبة، وبالتالي فلا يمكن لمن ظل وما زال يكَّن للشعب اليمني مشاعر الحقد والعداء ويعمل كُـلّ ما بوسعه للحيلولة دون أمنه واستقراره وتقدمه أن يأتيَ اليوم ويزعم أنه قد جاءه محرّراً ومخلِّصاً ومنقذاً سوى أنه بفعله هذا إنما يمضي قدماً في إنفاذ مشروعه الرافض لوجود يمن موحد وقوي ينعم بالرخاء والاستقرار في خاصرته الجنوبية وذلك من خلال تدميره والإجهاز عليه بدعوى ظاهرها فيها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب!

عُمُـومًا ستظل ذكرى اغتيال الشهيد الحمدي بالنسبة لليمنيين شاهداً حياً ومثالاً واضحًا على بشاعة وقبح وجه هذا النظام السعودي وإجرامه وإن حاول تلميعه بعض المنتفعين والمستفيدين من فتاته وفضلاته المشبوهة لبعض الوقت، فالعبرة بجوهر الأمور لا بمظهرها أَو كما يقولون!

الرحمة والخلود للشهيد الحمدي وكل شهداء اليمن الأبرار والخزي والعار لكل أعداء الشعب اليمني العظيم ولا نامت أعين الجبناء.

 

You might also like