شاهد اعترافات قتلة الشاب عبدالله الأغبري – فيديو
الجاني الجربة: أغلقنا محل التلفونات حتى لا يسمع الزبائن ما يحدث وقمت بأخذ سلك وعذبت الأغبري تعذيباً شديداً
الجاني الحميدي: كنت أقومُ بلطم وركل الأغبري عدة مرات وتم حبسُنا بعد أن أسعفناه إلى المستَشفى
الجاني المغلس: العامري أخذ كايبل وضرب الأغبري عدة مرات ثم أعطاني الكايبل وقال شل قسمك
الجاني السباعي: اشتركتُ في ضرب الأغبري مع الجربة والحميدي والمغلس والعامري
النقيب مشهور: التعذيب للأغبري كان من الساعة الخامسة والنصف عصراً وحتى الساعة التاسعة مساءً
العقيد الخطيب: تم ضبط الجناة والتحقيق معهم وإحالة القضية إلى النيابة والقضاء
شقيق الأغبري: لا صحة لوجود وساطات والنيابة تقوم بعملها على أكمل وجه
نشر الإعلامُ الأمني التابعُ لوزارة الداخلية بحكومة صنعاء، يوم أمس الجمعة، اعترافاتٍ لأربعة مدانين بجريمة قتل عبد الله قائد الأغبري التي هزت الشارعَ اليمني وأصبحت قضيةَ رأي عام.
وأقر الجناةُ في اعترافاتهم بتعذيب وضرب المجني عليه عبد الله الأغبري دون الخوض في ذكر تفاصيل ما حدث أَو الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لهذا العمل الإجرامي.
وبدأ المدعو شوعي محمد الجربة والذي يعملُ مسؤول مبيعات في محل تلفونات السباعي، بالتأكيد والاعتراف بقيامه بتعذيب وضرب وقتل الأغبري، ابتداءً من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة التاسعة مساء.
وقال الجربة إنهم حينما قاموا بتعذيب الأغبري كانت الأصوات تطلع إلى المحل، وكان الزبائن يسمعون أصوات التعذيب، ولما أخبرت عبد الله السباعي بذلك أن الزبائن يسمعون أصوات التعذيب أمرني بإغلاق المحل.
ويؤكّـد الجربة بقوله: “قمتُ بأخذ السلك وعذبت عبد الله الأغبري تعذيباً شديداً”.
صاحبُ محل تلفونات السباعي الذي وقع في قبضة الأمني ويدعى عبد الله حسين ناصر السباعي يقول هو الآخر معترفاً بما حدث: “قمنا بضرب الأخ عبد الله الأغبري وكان الموجودين دليل الجربة ومحمد الحميدي ومنيف المغلس ووليد العامري”.
من جانبه، يقول الجاني محمد عبد الواحد الحميدي وهو عامل في محل تلفونات السباعي “قمت أنا وصاحب المحل والمحاسب والعامل بضرب عبد الله الأغبري وتعذيبه من الساعة 6 إلى 9 مساء وأنا دوري كنت أقوم بلطمه وركله عدة مرأت وَكان منيف أخف واحد ضرباً للمجني عليه وبعد أن ضربناه قمنا بإسعافه إلى المستشفى وحينما أخبرونا بأنه توفى أتى طقم من المنطقة وقام بسجننا.
أما الجاني منيف المغلس فيؤكّـد أنه رأى وليد العامري، وقد أخذ سلكأ وضرب عبد الله الأغبري لعدة مرات، ثم أعطاني الكايبل وقال لي “شل قسمك”.
ويسرد النقيب محمد مشهور -مدير بحث مركز شرطة الصياح- جزءاً من تفاصيل ما حصل للمجني عليه عبد الله قائد الأغبري، مُشيراً إلى أنه تم إبلاغهم من عمليات المركَز عن وجود شخص مقتول في مستشفى يوني ماكس بالقرب من جولة الجمنة، مؤكّـداً أنه وفور تلقيهم البلاغ تواصلوا بالمناوب، ثم انتقلوا إلى المكان، وأخبروا المناوب بأن المجني عليه قد توفي وأنه يوجد عليه آثار تعذيب، ثم أخذنا كُـلّ واحد على انفراد.
في بداية التحقيق، كان عبد الله السباعي ومحمد الحميدي قد رسما خطة وعملا قصة على أَسَاس أن عبد الله الأغبري كان يعاني من حالة نفسية وعنده مرض أعصاب وعنده تشنجات وكان ينام ويضرب برأسه على الكرسي، وأنه حين دخل الحمام فجأة سمعوه “سقط” ووجدوا أنه قد انتحر.
هكذا كانت خطة عبد الله السباعي ومحمد الحميدي كما يقول النقيب مشهور، لكن الخداع لا يضُرُّ إلا صاحبه.
يقول النقيب مشهور: “جلسنا معهم واستمر التحقيق معهم وواجهناهم بالجنايات وآثار التعذيب التي على جثث المجني عليه، وبدأوا بالاعتراف”.
لقد أَدَّى الخمسة المتهمون بالاعترافات وأنهم عذبوا الأغبري وتناوبوا في تعذيبه بالضرب بواسطة الأيدي على رأسه ووجهه، وضربه بواسطة أدوات تعذيب وأسلاك كهربائية وتوصيلات، والتعذيب بأشكال مختلفة.
ويؤكّـد مديرُ بحث مركز شرطة الصياح، النقيب محمد مشهور، أن التعذيبَ للأغبري كان من الساعة الخامسة والنصف عصراً وحتى الساعة التاسعة مساءً، حيث أغلق الجناة المحل التجاري أثناء الاعتداء وضرب المجني عليه، كما أغلقوا المحل؛ بهَدفِ إخفاء جريمتهم على أَسَاس بأن لا يأتيَ أحدٌ لإنقاذه أَو يسمع صراخه أثناء التعذيب.
لقد كان على ملابس الأغبري -كما يقول النقيب مشهور- آثار ضرب، حتى تقطعت ملابسه، ووجود أثر الدم.
من جانبه، يسرد العقيد عادل الخطيب -نائب مدير المنطقة- جزءاً من تفاصيل الحادثة، مؤكّـداً أنه تم توجيه القسم المختص فور وصول البلاغ من المستشفى وتم ضبط ثلاثة من الجناة ساعة الوصول، وتبقى اثنان وتمت متابعتهما وضبطهما والتحقيق معهما وإحالة القضية إلى النيابة.
وتم ضبط أداة الجريمة المستخدمة في تعذيب المجني عليه، وكانت قضيةً ناجحةً ومتميزةً وتم إرسالها للقضاء؛ لاستكمال الإجراءات القانونية.
وتعد قضية الأغبري من أبرز القضايا التي هزت الشارع اليمني وتحوّلت إلى قضية رأي عام؛ نظراً لبشاعة ما تم تداوله من فيديوهات تتناول تعذيبه بطريقة وحشية.
ويشيد وهيب الأغبري -شقيق المجني عليه الأغبري- بدور الأمن في ضبط الجُناة ومباشرة التحقيقات معهم.
ويقول شقيق المجني عليه في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن أحدَ أقرباء الجاني السباعي تواصل به عقبَ الجريمة لإبلاغه أن شقيقَه فارق الحياة؛ نتيجةَ الانتحار، وعند وصوله إلى صنعاء والتوجُّـه لمعاينة جثة شقيقه تفاجأ من آثار الضرب الوحشي المبرح الذي تعرض له، في جريمة لا تمُتُّ للإنسانية بأية صلة.
كما نفى شقيقُ المجني عليه وجودَ أية وساطات للعفو عن الجناة، مؤكّـداً أن ذلك مُجَـرَّد شائعات يجري تداولُها في مواقع التواصل ولا أَسَاسَ لها من الصحة، مُشيراً في الوقت ذاته إلى أن النيابة ماضيةٌ في القضية بشكل جيد.
وطالب شقيقُ المجني عليه القيادةَ السياسيةَ ممثلةً بالرئيس مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى-، ووزيرَي الداخلية والعدل والنائب، بسرعة تنفيذ حكم القِصاص بحق قَتَلة شقيقه عبدالله، معبراً عن شكره وتقديره لكل أبناء الشعب اليمني المتضامين معه، وكذا وسائل الإعلام لدورهم في لإبراز هذه المظلومية التي تعرض لها شقيقُه المغدور على أيدي مجرمين وذئاب بشرية.
في المقابل، نفى مديرُ مستشفى يوني ماكس إصدارَ تقرير طبي نُسب إليه يؤكّـدُ أن الأغبري توفي نتيجةَ الانتحار.
وقال الدكتور العامري باسم العامري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن الكادرَ الطبي وفور وصول جثة القتيل الذي وصل وهو في الرمق الأخير، قاموا بالتواصل معه وإخباره بالحالة، والذي بدوره طلب استدعاء مندوب البحث الجنائي في المستشفى؛ للتحقيق في الحادثة.
ولفت العامري إلى أن مندوبَ البحث الذي وصل بعد ساعة وربع من الاستدعاء وقام بمعاينة الجثة وحينها طلب من المسعفين الذين كانوا من الجُناة المتورطين في الاعتداء عليه، الدخول إلى غرفة البحث بالمستشفى والتحفظ عليهم، والتواصُل مع إدارة البحث الجنائي بالعاصمة، والتي بدورها كلفت المنطقةَ الأمنيةَ الخامسة بشعوب استلام الجناة وعددهم اثنان، قبل أن يتم إلقاءُ القبض على الآخرين في وقت لاحق.