كل ما يجري من حولك

ما وراء الإطاحة بقائد قوات التحالف في اليمن؟

852

ما وراء الإطاحة بقائد القوات المشتركة للتحالف في اليمن؟ ما وراء الإطاحة بقائد القوات المشتركة للتحالف في اليمن؟

في خطوة مفاجئة، وبتوقيت حساس، أطاحت السعودية بقائد القوات المشتركة للتحالف في اليمن، فهد بن تركي، فما تداعيات ذلك على الوضع وهل هو في سياق التمهيد لحل سياسي في بلد مثخن بحرب منذ 6 سنوات أم في إطار صراع داخل العائلة المالكة؟

بن تركي كان أبرز وجوه الحرب على اليمن منذ تدشينها في مارس من العام 2015، ووصل به الحال إلى نقل صلاحيات هادي الذي تتخذ منه السعودية يافطة لحربها المدمّـرة عندما سافر الأخير إلى الولايات المتحدة للعلاج في وقت سابق حينها شرع بتوجيه مذكرات لوزارة دفاع هادي وقادتها الميدانيين يطالبهم التعامل مع توجيهات بن تركي كأنها صادرة من هادي تماماً، وبمعنى ادق كان هذا الرجل الغامض هو الأول في اليمن في ضوء تولي نائب وزير الدفاع السعودية خالد بن سلمان للملف اليمني.

لا يحبذ بن تركي الظهور الإعلامي كَثيراً، وأكثر الصور التقطت له في مأرب، معقل الإخوان، وبمعية قيادات محسن العسكرية، وهو ما يشير إلى اعتماده بصورة كبيرة على محسن، قائد الجناح العسكري للإخوان ونائب هادي بحكم علاقتهما الشخصية طويلة الأمد والتي مكنت محسن من النفوذ ليكون اليد الطولى السعودية في بلد ظلت اللجنة السعودية تديرها من الظل لعقود مضت.

اليوم وقد أطاحت السعودية ببن تركي الذي عرف بتوغله في الجيش السعودي، ويعد من “السديريين السبعة في العائلة الحاكمة”؛ باعتبَار والده شقيق للملك سلمان بن عبدالعزيز، الملك الحالي، ثمة الكثير من الجدل حول هذه الخطوة؟

فثمة من يرى بأن الإطاحة بفهد بن تركي ونجله مرة واحدة يعكس احتدام الخلافات داخل العائلة المالكة في ظل مساعي بن سلمان، الطامح لاعتلاء العرش كخليفة والده تحجيم حضور خصومه المفترضين، وهذا ما حاولت صحيفة البيان الإماراتية التلميح إليه في خبر اعتبرت فيه إقالة بن تركي ونجله جاء بناء على توصية من ولي العهد السعودي لهيئة مكافحة الفساد، وهي بذلك تشير إلى أنه في حال كان بن تركي ونجله متورطان بالفساد فعلا فكان حري بالهيئة من تقدم مذكرة لولي العهد وليس العكس.

وبغض النظر عن الصراعات العائلية والتي تمتد لسنوات وطالت العديد من الأمراء، يشير توقيت إقالة بن تركي بقوة إلى الوضع في اليمن، حيث تواصل السعودية إخفاقها الغرق يوماً بعد آخر في مستنقع حربها المستمرة منذ 2015، فهي من ناحية كما يرى مراقبون تحاول تحميل بن تركي فاتورة الخسارة عبر التضحية به ومن ناحية أُخرى تمهد لحل سياسي يحفظ ماء وجهها شأنها في ذلك شأن قضية خاشقجي التي انتهت عبر التضحية بقيادات عسكرية بينهم أحمد عسير رئيس الاستخبارات والمتحدث باسم التحالف في اليمن سابقًا.

بعيدًا عن التحليلات المتشعبة لقرار الإطاحة بأبرز أمراء الحرب على اليمن، يبدو أن هذا القرار لقي استحساناً في اليمن لدى جميع القوى، خُصُوصاً صنعاء التي سارع عضو المجلس السياسي الأعلى محمد الحوثي للترحيب به ووصفه بـ”الجيد” في الوقت الذي بدأت فيه ملامح انفراج مع الانتقالي جنوب البلاد والذي عاد فجأة إلى مفاوضات يترأسها السفير السعودي، محمد ال جابر، ناهيك عن التقاط الإمارات لأنفاسها عبر التشفي إعلاميا ببن تركي، وجميعها مؤشرات على أن الوضع في اليمن في طريقه للانفراج خُصُوصاً وأن الإقالة تتزامن مع توقعات للمبعوث الأممي بطرح مبادرة للحل السياسي في اليمن، فهل يتحقّق ذلك؟ أم أن السعودية ترتب لحرب جديدة؟..

ما وراء الاطاحة بقائد القوات المشتركة للتحالف في اليمن؟

You might also like