إسرائيل تعترف بتواجدها في سقطرى وقوات الساحل والانتقالي يرحّبون بها
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس تطبيع الإمارات مع العدو الإسرائيلي مباركا ذلك التطبيع بل ومتوقعا أن يثمر بمزيد من تعزيز العلاقات وزيادة النشاط التجاري والاستثمارات بين الامارات واسرائيل ، حد حديث ترامب .
ولم تمض ساعات على كلام ترامب حتى أعلنت الإمارات عبر خارجيتها أنها تحرص على علاقات جيدة مع جميع البلدان التصريح الذي اعتبره سياسيون ومراقبون أنه اعترافا ضمنيا بالتطبيع مع اسرائيل خاصة وأن الامارات لم تنف تصريحات ترامب .
وفي وقت سابق كان المسؤولون الإماراتيون قد استقبلوا قيادات ومسؤولون اسرائيليون بل وأعلنوا ذلك عبر وسائل اعلامهم الرسمي وأهم تلك اللقاءات ، بحسب مراقبين ، استقبالهم لوزيرة الثقافة الاسرائيلية التي حظيت باستقبال رسمي كبير وصل حد السماح لها بزيارة ودخول المساجد الامر الذي اعتبره علماء مخالفا لتعاليم الدين الاسلامي بان يدنس يهودي مساجد الله ، فيما قال علماء وسياسيون ان استقبال قيادات اسرائيلية بتلك العلنية والاهتمام كان مؤشرا صريحا لبدء التطبيع الاماراتي مع اسرائيل .
وعلى ذات السياق قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية في أحد تقاريرها مطلع الشهر الجاري ان الامارات والسعودية تتعاونان في حماية المياه الإقليمية بحربهما على اليمن وانه يجب استمرار هذه الحرب .
وكشفت الصحيفة عن وجود قوات اسرائيلية في جزيرة سقطرى والساحل الغربي في المخا وباب المندب وجزيرة ميون ، مبررة ذلك التواجد بحماية المياه الإقليمية والحفاظ على المصالح الدولية ، حد قول الصحيفة ، .
وتزامنت تصريحات الصحيفة بإعلان الامارات ارسال قوات قالت انها اماراتية الى جزيرة سقطرى لتعزيز حماية الجزيرة ، حد قولها ولم تجد حرجا في اظهار العلم الاماراتي على عدد من المناطق في جزيرة سقطرى ، ويأتي ذلك في ظل تداول أنباء عن اجتماع ضباط اسرائيليين مع طارق صالح في الساحل الغربي وتحديدا بجزيرة ميون ونقلت القناة العاشرة الاسرائيلية ان ما أسمته قائد المقاومة بالساحل الغربي طارق صالح يبدي تعاونا مع خبراء من اسرائيل لحماية المياه الاقليمية ، حد وصفها ، في حين لم ينف طارق صالح الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلامية محلية ودولية عن لقاءاته مع ضباط اسرائيليين .
وتسيطر الإمارات على الساحل الغربي ونصبت طارق محمد عبدالله صالح نجل ابن أخ الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح قائدا بالساحل الغربي فيما تحرص على استمرار تواجدها بجزيرة سقطرى وادعاء ملكيتها للجزيرة وسط صمت الرئيس اليمني المقيم بالرياض عبدربه منصور هادي والشرعية التي لم تحرك ساكنا حيال ذلك .
كما تسيطر الامارات على عدد من المحافظات الجنوبية وتدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى للانفصال كما تدعم صراعه مع قوات هادي وتؤيد ذلك ويعلن الانتقالي باستمرار ولائه للامارات وترحيبه بالقوات الاماراتية فيما يرفض تواجد ابناء المحافظات الشمالية العسكريين وحتى المدنيين من العمال البسطاء .
وتماشيا مع قرارات الامارات التطبيعية اعلن نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك اليوم الجمعة عبر حسابه في تويتر ان الانتقالي يرحب بأي اتفاقات مع اسرائيل من شأنها استتباب الامن بالمنطقة ، حد قوله ، فيما لم يجد بن بريك حرجا في تصريحات سابقة بأن يعلن بأن الانتقالي لديه يحرص على علاقات طيبة مع الجميع حتى اسرائيل .
وبحسب مراقبين فإن تصريحات الانتقالي الأخيرة مثلت ارتمائه بوضوح في أحضان اسرائيل امتثالاً لنهج داعمته الامارات التي كشف النقاب بعلاقاتها التطبيعية مع اسرائيل .
ويؤكد مراقبون ان تواجد الامارات في السواحل والجزر اليمنية وخاصة الساحل الغربي وجزيرة سقطرى إنما هو تنفيذ لأجندات إسرائيلية خاصو مع اعتراف الأخيرة واعلانها بوجود ضباط من لديها يتواجدون بالساحل الغربي وسقطرى .
وكان تحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية والإمارات قد أعلن قبل اكثر من خمس سنوات بدء عملياته على اليمن بحجة إعادة الرئيس اليمني المقيم بالرياض عبدربه منصور هادي والشرعية فيما باتت قيادات بالشرعية و ناشطون يشككون في ذلك ويتهمون دول التحالف وخاصة السعودية والامارات بتنفيذ أجندات ومطامع خارجية ويدللون على ذلك بدعم كل من السعودية والامارات لصراعات عدة وقيام الأخيرة بمنع عودة مسؤولي الشرعية عبر دعمها للانتقالي الرافض لذلك .
وكان ناشطون وسياسيون قد حذروا مرارا من مخططات الامارات والسعودية ومطامع الاخيرة في مد أنبوب نفطي عبر حضرموت والمهرة للبحر العربي والذي سيوفر لها مليارات شهريا تنفقها في عناء النقل للنفط عبر البحر الاحمر وصولا للنقطة التي تريدها بالبحر العربي كما تتهم السعودية بسعيها لاكبر آبار النفط التي لم تكتشف بعد في محافظة الجوف شمال اليمن ، في حين تتهم الامارات بوأد الموانئ اليمنية على حساب موانئ دبي وخوفا مما يسمى بخط الحرير التجاري الذي تدعمه الصين والهند وعدد من الدول المطلة على المحيط الهندي .
وتتزايد الاحتجاجات الشعبية ضد الامارات والسعودية وبقية دول تحالف الحرب على اليمن التي لم تستطع حتى إعادة الشرعية الى المناطق التي استولت عليها ، فيما لا تتواني دول التحالف عن الاستمرار بتنفيذ مخططاتها سرا وعلنا وكأن لسان حالها يقول : ننفذ صراخة مخططاتنا واجندات اسرائيل ولا نأبه بأحد .
وتتقاسم الامارات والسعودية المحافظات والمناطق اليمنية التي تم الاستيلاء عليها فيما لم يستطع هادي وحكومته العودة من الرياض الى أي من تلك المحافظات أو المناطق الأمر الذي يعتبره مراقبون فضحا لما وصفوه بادعاءات التحرير .
YNP – رفيق الحمودي
