كل ما يجري من حولك

الإصلاح يفجر خلافات جديدة بين السعودية والامارات في اليمن (تفاصيل)

631

عاودت السعودية والإمارات التراشق الاعلامي في اليمن على ايقاع تطورات عسكرية وسياسية في هذا البلد المثخن بالحرب منذ 6 سنوات، فهل يعكس هذا التطور  اختلاف الاجندة أم   في إطار سياسة تبادل الأدوار؟

الموقف الاعلامي في السعودية تغيير خلال الساعات الاخيرة من مهاجمة “الاخوان” إلى الوقوف في صفهم تارة بتسويق النجاحات في مناطق سيطرتهم مقارنة بمناطق خصومهم وأخرى  بتبني رؤيتهم لمهاجمة الامارات واتهامها بالوقوف وراء  ما يصفوه بـ”العبث” في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف. يبدو ذلك جليا  بالمحلل السعودي القريب من جهاز الاستخبارات سليمان العقيلي وقد اغرق تويتر بمنشورات خلال الساعات الماضية وجه فيها كيل من التهم لحليفة بلاده الصغرى لم تقتصر عن دعم نفوذ  ايراني عند باب المندب بل وصل حد المطالبة بطردها.

كان العقيلي حتى قبل ايام يطالب باستئصال “الاخوان” ويسيل لهم التهم من الارهاب إلى الارتزاق، فمالذي تغيير في القاموس السعودي؟

فعليا السعودية اتخذت قرار اقصاء الاصلاح أو على الاقل تقليم اظافره وهذا بارز من التحركات الاخيرة سواء باحتجاز رموزه الدينين كالزنداني أو العسكريين كعلي محسن الخاضع حاليا للإقامة الجبرية وسط مؤشرات على إزاحته، ناهيك عن اغراقها مأرب بالمجندين الجنوبيين أو تفجير الوضع عند اطراف الساحل الغربي مع تعز أضف إلى ذلك مساعيها ترجيح كفة خصومه في المجلس الانتقالي، لكن انقلابها الاخير لا يعكس بانها قررت التراجع أو على الاقل منح الاصلاح فرصة لالتقاط انفاسه بقدر ما تشير إلى أن الرياض تحاول تحفيف احتقان الحزب خشية للتصادم مع الحفاء وهذه الاستراتيجية التي تنتهجها السعودية، وباعتراف العقيلي.

امتص الاصلاح الجولة الاولى من الضربة التي يشارك فيها التحالف بالساحل الغربي، وعزز افشال قبائل المهرة لمهرجان الانتقالي من فرص تحالفاته الجديدة، إلى جانب انشقاق المزيد من قواته والعودة إلى صنعاء مع تلويح قواته بتسليم مأرب، وهذه الخطوات من شأنها خلط اوراق السعودية الغارقة اصلا في مستنقع الحرب.

خلافا للسعودية التي تحاول لعب دور “المحايد” بانتظار القوة التي تقضي على الاصلاح من الداخل كما حدث في سقطرى وقبلها عدن، تبدو الامارات اكثر وضوحا في حسمها للوضع، وتحاول قدر الامكان تجاهل  الاشارة للسعودية في أيا من  تصعيدها مكتفية بلؤم قطر مع أن معظم ما يورد في سياق الهجوم على قطر يحمل تلميحات او اشارات غير مباشرة للسعودية، وهذا ما يعكس اتفاق باطني بين الحليفتين.

بغض النظر عن ما يدور في كواليس السعودية والامارات سواء اكانت خلافات أم اتفاقيات، تعكس المؤشرات على الأرض بانهما يتفقان تمام حول حل الاصلاح في إطار اضعاف كل القوى اليمنية وابقائها فريسة سهلة البلع، مع أن الخلافات بكل تأكيد ستكون ذات ابعاد استراتيجية تتعلق  بالتوزيع الجغرافي في اهم منطقة في الجزيرة  العربية لكل منهما.

الاصلاح يفجر خلافات جديدة بين السعودية والامارات في اليمن - تقرير

You might also like