كل ما يجري من حولك

تطويق إماراتي لعنق الإصلاح شرق وغرب اليمن والأخير يلوح بشبوة – (تقرير)

تطويق إماراتي لعنق الإصلاح شرق وغرب اليمن والأخير يلوح بشبوة – (تقرير)

513

متابعات:

بتظاهر اتباعها غرب وشرق اليمن ، تكون الامارات قد احكمت الخناق على الاصلاح جنوبا، وتحضر لضربه شمالا، غير أن الحزب المراوغ  والذي لا يزال يمسك بزمام النفط والغاز ، عاود للمناورة ولو باخر اوراقه، فما مدى نجاته؟

التظاهرات التي شهدتها، اليوم،  محافظات  حضرموت ولحج والريف الجنوبي الغربي لتعز ليست عشوائية كما يحاول البعض تصويرها.. قد تبدو كذلك نظرا لتعدد منظموها  المحليين  لكن  التوقيت يشير إلى أن المشرف واحد وجميعها تدار من غرفة عمليات واحدة.

ما يجمع هذه التظاهرات هو أنها تصب جميع في مصلحة الامارات التي تخشى منافسة تركية على اهم مضيق دولي  في باب المندب  والساحل الشرقي لليمن والذي بدأت بالفعل السيطرة عليه انطلاقا من سقطرى.

في الساحل الغربي الممتد من  الاطراف الغربية لمحافظة لحج وحتى ساحل تعز، كانت التظاهرات سواء في الصبيحة على الساحل اللحجي  أو في الحجرية على الساحل التعزي  مجرد تمويه على تحركات عسكرية انفجرت بمجرد أن انقشع غبار المسيرات السلمية وقد لا تتوقف وأن هدأت اصوات الرصاص والمدافع برهة.. هي رسالة ضغط للإخوان الذين يحاولون منذ اشهر التوغل في هذه المنطقة، مفادها  بان ابوظبي وبمعية السعودية لن تسمحان باي  منافس لهما هناك.

على الطرف الاخر  من الساحل اليمني، كانت رسالة الامارات الثانية وبنفس التوقيت بتظاهرات في المكلا على ساحل حضرموت، فهذه المحافظة ذات ابعاد استراتيجية واقتصادية بالنسبة للتحالف الذي يدفع بكل السبل نحو فصلها عن الجنوب والشمال ..

بغض النظر عن الاهداف التي لا حصر لها بالنسبة للتحالف الذي يستميت بالدفاع عن هذه المناطق ويلقي بكل اوراقة في سبيل ابقائها تحت “ابطه”  كان لافتا في هذه التظاهرات محاولة الامارات توحيد اتباعها في الشمال والجنوب عبر ربطهما برسائل موحدة  كالتظاهرات  للانتقالي في الصبيحة المحاذية للحجرية بالتزامن مع تظاهرات طارق صالح، وكان الرسالة من الانتقالي مفادها فجر الوضع هناك ونحن سنضغط من هنا.

فعليا كان الاصلاح يريد الريف الجنوبي الغربي لتعز   كمنطلق لمهاجمة اتباع الامارات  في الغرب والجنوب، لكن الان يبدو بأنه خنق نفسه بيديه. ستحاول الامارات استثمار الغضب الشعبي  ضد الاصلاح في الحجرية لإنهاء وجوده هناك  وصولا إلى طور الباحة في لحج لتكون بذلك قد اغلقت الابواب على الحزب في مدينة تعز  وفتحت باب اخر للحصار مع ترك  الاصلاح بفصائله   البرجماتية تتقاتل على العائدات في المدينة وكانت هذه الصورة مؤخرا احد سيناريوهات الامارات لدخول تعز.

الأمر لا يقتصر على الساحل الغربي الذي يبدو بأنه قد حسم لصالح التحالف السعودي- الاماراتي، بل يمتد إلى اهم معاقل الاصلاح في الجنوب وتحديد في شبوة، فالتقاء الانتقالي وطارق صالح في لحج قد يفتح طريق الامدادات للطرفين للتقدم صوب  ما تبقى في ابين بيد الاصلاح  ومن ثم شبوة اخر معاقله، وهذا التحرك سيكون بكل تأكيد بالتزامن مع تحرك من حضرموت التي اعلنها الانتقالي توا تحت “ادارته الذاتية”..

ذات السيناريو كان يحاول الاصلاح تطبيقه  في وجه الامارات، باتخاذ شبوة كمنطلق للتقدم صوب عدن من الشرق بموازاة تقدم اخر من الريف الجنوبي الغربي لتعز وهو ما يعني حصار الانتقالي  في عدن وفصله عن طارق صالح  في الساحل الغربي قبل استهداف الاخير.

لا يزال الوقت مبكرا للحديث عن نتائج المعركة المرتقبة والتي بدأت مؤشراتها جلية على الارض، فحتى الاصلاح الذي يحتفظ بقوات كبيرة في حضرموت وشبوة وتعز وحتى ابين ولحج وعدن،  بدأ مناورة جديدة مع حديث مستشار هادي ، عبدالعزيز جباري، لنقل حكومة هادي وبرلمانه للانعقاد في شبوة وهو بذلك يشير إلى التيار الموالي للإصلاح والمدعوم من تركيا وقطر.

هذه الخطوة في حال تمت، ومؤشراتها كثيرة، قد تشكل منعطف في الصراع الاقليمي، ففي شبوة الواقعة على بحر العرب تحتفظ تركيا بقوات رمزية تقوم منذ فترة بتدريب مقاتلي الاصلاح على الطائرات المسيرة وتدير العمليات، و قد تتخذ  من أي تواجد رسمي خصوصا للبرلمان أو الحكومة كمدخل لتدخل مباشر في ضوء رسالتها الاخيرة لمجلس الأمن المنددة بجرائم الامارات ، وهو ما يعني تحويل شبوة إلى طربلس اخرى أو سراج اخر كما يصفه الاماراتيين.

ربما قد تكون هذه احدى سيناريوهات الاصلاح، إضافة إلى الانباء التي تتحدث عن فتحه خط اتصال مع صنعاء  عبر جباري الذي دعا مؤخرا لوقف تحرير مأرب لطرد التحالف ، لم تنفيه او تؤكده صنعاء،   وقد تجد دعوته هذه صدى في ظل التحولات الاخيرة من فتح الطرقات بين مأرب وصنعاء ، والتحولات في سير المعركة  شمالا وجنوبا.

بغطاء سياسي تتحرك اطراف الصراع المحلية والاقليمية جنوب اليمن، لكن المؤكد من هذه التحركات ان اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية  قد فشل بالفعل ويسعى التحالف من خلال جره الاطراف المحلية إلى جولة صراع جديدة  لإضعاف الطرفين “هادي والانتقالي” بغية فرض واقع جديد عليهما،  غير أن المعطيات تسير في غير هوى التحالف، فالإخوان قد  ادركوا باكرا  مخطط التحالف ويسعون لتكرار الخطأ ذاته بتحالف جديد عنوانه قطر وتركيا وهو ما يعني في نهاية المطاف  المزيد من الاستنزاف للحزب الذي قد لا يوجه عقارب ساعته محليا ولو على قاعدة “عدو عدوي صديقي”.

(الخب اليمني)

You might also like