كل ما يجري من حولك

“بلومبيرغ نيوز”: مستقبل “السعودية” الغامض رهن أسعار النفط والحماية الأمريكية

“بلومبيرغ نيوز”: مستقبل “السعودية” الغامض رهن أسعار النفط والحماية الأمريكية

553

متابعات:

جاء في موقع “بلومبيرغ نيوز” أن “السعودية” أمام مجموعة من التحديات جراء الأزمات المستجدة لا سيما من ناحية حرب الأسعار التي تقودها مع روسيا أو لناحية تفشي فيروس كورونا” وانعكاساته على الواقع الإقتصادي في البلاد.

تحت عنوان “عالم [السعودية] الذي لم يكتمل” قال “ليام ديننغ” إن “السعودية” تتصدر اليوم مركز السياسة الدولية من ناحية حرب الأسعار التي تخوضها مع روسيا والقمة الإفتراضية التي ستعقدها كرئيسة لمجموعة العشرين إلا أن المستقبل يبدو مزعجاً.

ويوضح “ديننغ” ذلك بالقول أنه رغم كل ما تملكه الرياض من فرصة “للتبختر على المسرح الدولي إلا أن كل هذا يأتي بثمن، فهي مثل بقية الدول المصدرة للنفط تواجه انخفاضا كارثيا في أسعار النفط. ولكن الأمر لا يتعلق بالمال كما يقول كتاب جديد يقدم مذاقا عما سيتركه كوفيد-19 وعالم [السعودية] الذي يتداعى.

ففي كتابه أمم غير متحدة: التكالب على القوة في عالم لا يحكمه أحد” أكد المحلل في شؤون الجيوسياسية بيتر زيهان إن النظام العالمي الذي نشأ في مرحلة ما بعد الحرب ورعته الولايات المتحدة يتفكك”.

الكاتب يلفت إلى أنه بعد “سبعة عقود من عملية كبح الإنسانية حتى لا تغرق مرة ثانية في الفوضى العامة، بالتزام قوي بحرية التجارة والضمانات الأمنية الواسعة فإننا أمام مستقبل جديد. إذ لم تتشكل دول بالطريقة التي شكلت فيها الهيمنة الأمريكية السعودية، فهي بلد معظم مساحته صحراوية وبمناطق قليلة مأهولة بالسكان.

وظهرت من خلال حرب قبلية على ركام الدولة العثمانية”، مضيفاً “وربما كانت المملكة حديقة خلفية للإمبراطورية الأمريكية لو لم يكن لديها احتياطي هائل من النفط الذي أصبح بضاعة حيوية للطاقة العالمية. وربما كان النفط محلا لاستهداف المملكة من القوى الكبرى لولا وقت ظهور المملكة الذي تزامن مع الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة”.

وسط كل هذه الأزمات، تحاول “السعودية” التكيف مع الوضع الجديد، فقد كانت قادرة بحسب الموقع “على عمل هذا لو كان سعر برميل النفط 100 دولارا وليس 30 دولارا، فالنفط يوفر ثلثي الموارد الحكومية.

وبحسب حسابات شركة النفط السعودية فقد أدت موارد النفط وضريبة الدخل والأرباح للدولة لزيادة 208 مليار دولار في العام الماضي، لكن الرقم سينخفض هذا العام بـ 100 مليار دولار حتى مع زيادة انتاج النفط. كما أن موارد السعودية من شركة أرامكو ستنخفض هذا العام وسط التأثير الذي يعيثه كوفيد-19 على سوق النفط والطلب عليه”. وبالتالي، لدى “السعودية” صافي من الأرصدة الأجنبية بـ 700 مليار دولار، وهذا يمنحها الوقت وليس المناعة.

ومن الصعب التقليل من عمليات إصلاح الاقتصاد المطلوب، فثلثي القوة العاملة الوطنية (مقابل الوافدين) هم من موظفي الحكومة وبرواتب تأخذ نسبة 40% من النفقات العامة، مما يعني صعوبة تخفيض الميزانية وتنفيذه.

وكما هو الحال فقد جلب النفط ثروات هائلة ولكن على حساب الدينامية الاقتصادية. وفي نفس الوقت يتلاشى الدعم الأمريكي، فأمريكا لم تنسحب بالكامل، ولكن رسائل الكونغرس المهددة كشفت على أنه لا يمكن الاعتماد عليها.

ومن هنا فمحاولة ربط أمريكا ببرنامج جديد لإدارة السوق- سمه أوبك مضاعف ولكن غير جيد- هي محاولة للحفاظ على كتلة متداعية من القوى. لكن في المقابل بدلاً من مواجهة كل ما ورد بحذر شديد يتوقع الكاتب أن ترد “السعودية” بعدوانية كبيرة.

وستحاول “السعودية” استغلال تشتت عدوها وثروتها لدعم جماعات وكيلة تابعة لها من خلال افتعال حروب صغيرة في المنطقة لكي تتجنب مواجهة مدمرة. ويصف الكاتب “كتاب زيهان بانه مثير للانقباض، ومع أنه لا يزال سيناريو إلا أنه ليس مجرد تكهنات.

[فالسعودية] تدخلت في النزاعات الأخرى من أفغانستان إلى سوريا، وتبنت سياسة تشدد في اليمن ومع قطر في ظل الحاكم الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان.

ويقول الكاتب إن ظهور محمد بن سلمان يمثل قفزة من جيل الحكام الكبار في العمر إلى حكام جيل الألفية. وما تبع ذلك من مركزة للسلطة في يديه لم يكن إلا تحولا رمزيا. والملمح المهم هو تبنيه الشعبوية وتخفيف بعض القيود على المرأة”.

You might also like