كل ما يجري من حولك

هذا ما طلب المبعوث الأممي من العرادة والإصلاح لتجنيب مدينة مأرب اقتحام الحوثيين عسكرياً (تفاصيل)

3٬180

 

يكثف المجتمع الدولي تحركاته في الملف اليمني لا لهدف سواء ابقاء للتحالف خيط للبقاء في اليمن، فهل يكتب النجاح لجهوده؟

خلال الأيام القليلة الماضية، نفذ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، جولة مكوكية شملت صنعاء والرياض وحاليا في مأرب.

هذه الزيارات المتتالية والتي لم يكشف بعد عن تفاصيلها، تتزامن  مع لقاءات مكثفة للدول الكبرى برزت بالزيارة الاخيرة لوزير الخارجية البريطانية إلى سلطنة عمان ومن ثم إلى الرياض إضافة إلى التحركات الدبلوماسية لسفراء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في الرياض، وجميعها تأتي في وقت صعب يعيشه تحالف الحرب على اليمن بعد خسارته لنهم والجوف واقتراب قوات صنعاء من اخر معاقله في الشمال وتحديد في مأرب..

وفقا لحكومة هادي، وكما نقلت وسائل اعلامها، فإن غريفيث يحمل مبادرة جديدة ، مضمونها تجميد  العمليات العسكرية في كافة المناطق اليمنية مقابل الشروع بجولة مفاوضات للحل السياسي الشامل، لا يزال الجناح القوى في “الشرعية” بقيادة علي محسن والاصلاح “يرفضها بشكل قاطع” كونها تطوي صفحتهما.. كان ذلك واضحا من فرار علي محسن من الرياض بذريعة الاطلاع  على الوضع في مأرب، بالتزامن مع وصول المبعوث الأممي الذي اضطر لملاحقته إلى مأرب.

من منظور صنعاء،  التي سبق لعضو المجلس السياسي الاعلى محمد الحوثي وأن طالب بوقف “العدوان” اولا قبل الشروع بالمفاوضات، قد تجد مبادرة غريفيث صدى رغم أن صنعاء الان في موضع القوي بعد الانتصارات المتتالية لها مؤخرا، لكن تبدو مهمة غريفيث معقدة في الطرف الاخر وتحديد في “الشرعية” التي تتصارع قواها، ومستعدة بجر اليمن لعقود من الاقتتال حتى لا  تفرط  بمناصبها والمكاسب التي تجنيها يوميا من ريعان الحرب وعلى راسها محسن والاصلاح الذي رغم الضغوط الاخيرة عليها والتي وصلت حد اعتقال قياداته في الرياض – كما تتحدث تقارير اعلامية- لا يزال يراوغ  في التقبل حتى بمن كانوا حلفائه بالأمس وعلى راسهم الاشتراكي والناصري وجزء من المؤتمر وهو ما دفع بهذه القوى للارتماء في احضان الد اعدائه – الامارات- وبما يمهد لكسر ظهره في تعز، اخر واهم معاقل الحزب.

وخلافا للأحزاب الصغيرة التي تحاول العودة إلى السطح من بوابة الحرب بعد عقود من التهميش والتفكيك الممنهج، لا يزل الاصلاح  يعتقد ان لديه من القوة ما يحمله على رفض كل التحركات الدولية لإنهاء معانة الملايين حول اليمن وهو الذي قال عبدالله صعتر – ابرز قاداته- أنه مستعد للتضحية بـ24 مليون مقابل بقاء مليون فقط..

لا يزال  الوقت مبكر على تقييم مبادرة غريفيث الجديدة، فالوضع برمته يتجه للانفجار الكبير، شمالا حيث  قد تجد  صنعاء نفسها مضطرة  لتحرير مأرب في ظل التصعيد الاصلاحي، وفي الساحل ايضا قد يتكرر السيناريو ذاته، والعين ايضا على الجنوب حيث يعد الانتقالي لمعركة فاصلة ضد “هادي” في  شبوة وحضرموت، وربما تذهب بعدها الاطراف  لجولة مفاوضات تحدد مستقبلها على ضوء تلك التطورات  التي تشير معطياتها إلى احتمال كبير خروج الاصلاح “خالي الوفاض”.

You might also like