كل ما يجري من حولك

اقتصاد سياسي.. الهجمة الأمريكية لضرب تحالفات صينية وروسية

اقتصاد سياسي.. الهجمة الأمريكية لضرب تحالفات صينية وروسية

459

متابعات:

تعمل روسيا والصين جاهدتين لمواجهة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، والاعتماد كلياً على الروبل واليوان في علاقاتهما ونسج علاقات أقوى وأوثق مع دول متعددة، تتمتع بأهمية جيوسياسية.

ومما لا شك فيه أن السياسة الأمريكية العدائية، دفعت التحالف الثلاثي الإيراني– الروسي– الصيني لعلاقات أكثر تشكيلاً ومواءمة فبدأت بكين سياسة أكثر وضوحاً وتأثيراً، لتدخل إيران شراكاتها من أوسع الأبواب.

وظهرت الحرب الاقتصادية الأمريكية على إيران كجزء من الحرب على مشروع التكامل الأوراسي. فعرضت قمة الحلف الأطلسي الأخيرة بعض المؤشرات عن سياسة أكثر عدوانية تجاه روسيا، و«احتواء» الصين بما فيها المراقبة العسكرية، وعسكرة الفضاء.

ويبدو أن اغتيال واشنطن للفريق قاسم سليماني، وعلى الرغم من تداعياته على المدى الطويل، يشكل خطوة في رقعة الشطرنج الممتدة في منطقة جنوب غرب آسيا، ومن خلال جسر بري يمتد من الخليج إلى شرق البحر المتوسط، لتؤكد ثلاثية التحالف الإيراني – العراقي- السوري على تفعيل ممر التحميل والنقل الثلاثي كجزء من خطة أوسع لإحياء طريق الحرير، وبالتالي كسر الحصار على إيران والصين.

وبينما تسعى بكين للمشاركة بقوة بإعادة إعمار الدول التي تعرضت للحروب ولاسيما العراق وسورية، تمثل إيران محطة رئيسية بمشروع الصين الاقتصادي واسع النطاق الذي تستهدفه الإمبريالية بشكل مباشر وحثيث. وتصب كل الاتفاقات في هذا المنحى، فوقعت بكين وبغداد صفقات متعددة الجوانب لإنشاء صندوق إعادة إعمار عراقي – صيني بشراء 300 ألف برميل من النفط يومياً مقابل ائتمان للشركات الصينية التي تعيد بناء البنية التحتية العراقية.

وبنظرة سريعة على الخارطة الإقليمية، يتكشف سر رفض واشنطن مغادرة قواعدها في العراق، كما طالب الشعب العراقي. فجميع الطرق التي تبنيها الصين عبر آسيا الوسطى تربطها مع إيران. وبقدر ما يمثل ميناء جوادار في بحر العرب محطة أساسية في الممر الاقتصادي الصيني– الباكستاني، لجأت الهند إلى إيران لمطابقة جوادار عبر ميناء تشابهار في منطقة الخليج.

وتبرز الحقيقة الثابتة برغبة الجميع التواصل مع إيران، كمحور مميز لجميع طرق التجارة في آسيا الوسطى. وتستثمر الصين بكثافة في صناعة الطاقة الإيرانية، وسيتم تسوية جميع صفقات التجارة الثنائية باليوان، أو في سلة من العملات تتجاوز وتبتعد عن الدولار الأمريكي.

وفي الوقت نفسه، لا يزال المحافظون الجدد في واشنطن يحلمون بما خطط وهدف له نظام «تشيني» في العقد الماضي، من خلال مخططات تغيير النظام في إيران، وبالتالي «سيطرة» الولايات المتحدة على بحر قزوين كنقطة انطلاق إلى آسيا الوسطى وعلى بعد خطوة واحدة من شينجيانغ الصينية، وتسليح خصوم الصين.

وتدرك تماماً كل من موسكو وبكين وطهران المخاطر المحتملة، فيعمل الدبلوماسيون على الاتجاه الضامن للتحالف الثلاثي، لتطوير جهد متضافر لحماية جهودهم وشراكاتهم والتصدي لكل أشكال الحرب الهجينة بما في ذلك العقوبات. ما يجعل المواجهة محتدمة بين شطري العالم.

عن «آسيا تايمز» و«غلوبال ريسيرش»

You might also like