كل ما يجري من حولك

شاهد بالفيديو: مشاهد استهداف قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس

1٬080

 

في الوقت الذي التزمت إسرائيل الرسمية الصمت حيال اغتيال أميركا قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد فجر اليوم الجمعة، أعلنت الأجهزة الأمنية في تل أبيب حالة الطوارئ على الحدود مع لبنان والجولان السوري المحتل، والاستنفار في السفارات والقنصليات الإسرائيلية حول العالم.

وعلى وقع التأهب والاستنفار، اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، بقيادة الجيش والمؤسسة الأمنية والعسكرية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، لتقييم الأوضاع الأمنية وتقدير الموقف وبحث الإجراءات الإسرائيلية، تحسبا لأي رد إيراني أو من حلفائها في سوريا أو لبنان أو قطاع غزة.

وكإجراء وقائي واستباقي لأي رد أولي، زادت إسرائيل مستوى أمن السفارات والمرافق، كما أصدرت تعليمات ليكون السياح اليهود متيقظين. بينما اتخذ جيش الدفاع الإسرائيلي تدابير الاستعداد للطوارئ.

وتحسبا لأي طارئ، أغلق الجيش الإسرائيلي منتجع جبل الشيخ أمام الزوار في هضبة الجولان السوري المحتل، وأبقى على قواته في حالة استنفار وطوارئ على الحدود الشمالية مع لبنان وعند خط وقف إطلاق النار مع سوريا.


موقع اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد فجر اليوم (وكالة الأنباء الأوروبية)
موقع اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد فجر اليوم (وكالة الأنباء الأوروبية)

صمت وترقب
وكعادته في مثل هذه الأحداث، يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصمت، وامتنع عن التعقيب على العملية الأميركية في العراق، علما أن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أبلغت تل أبيب رسميا تفاصيل العملية قبيل اغتيال سليماني، بموجب تعليمات الرئيس دونالد ترامب.

ورغم صمت رئيس الوزراء الإسرائيلي حيال الضربة الأميركية على مطار بغداد، فإن نتنياهو قال، أمس الخميس، في مطار بن غوريون في طريقه للمشاركة بقمة ثلاثية باليونان “نعلم أن منطقة الشرق هائجة وتقع فيها أحداث دراماتيكية للغاية”.

وأضاف نتنياهو “نتابع الأحداث بكل يقظة ونقيم اتصالات مستمرة مع صديقتنا الكبيرة الولايات المتحدة، أود أن أقول شيئا واضحا، ندعم جميع الخطوات الأميركية دعما كاملا، وندعم حقها الكامل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها”.

أتت تصريحات نتنياهو هذه قبل 12 ساعة من تنفيذ الضربة الأميركية لاغتيال سليماني، مما يؤكد أن تل أبيب ورغم الصمت كانت على دراية تامة بتفاصيل عملية الاغتيال.

تقديرات وسيناريوهات
تجمع التقديرات الإسرائيلية واعتمادا على تجارب الماضي باغتيال شخصيات موالية لإيران بهذه المكانة والحجم، على أن الحرس الثوري الإيراني وحلفاءه قد يردون على عملية اغتيال سليماني بهجمات حول العالم ضد أهداف أميركية وربما إسرائيلية.

وعن معنى اغتيال سليماني عند الإيرانيين، يعتقد المحللون الإسرائيليون أن عملية الاغتيال بمثابة ضربة جوهرية وخطيرة للوعي لدى الحرس الثوري والنظام في إيران، لكنها لن تؤثر على إستراتيجيات ونشاطات ونفوذ إيران بالشرق الأوسط.

ويقدرون بأن عملية الاغتيال للمسؤول الإيراني من شأنها أن تعزز محاولات تصدير الثورة الشيعية الإيرانية، وهو دور كان سليماني مكلفا بقيادته، ويعكس رغبة إيران للهيمنة والسيطرة على الشرق الأوسط، على حد تعبير المحلل الإسرائيلي.


الجنرال قاسم سليماني (رويترز)
الجنرال قاسم سليماني (رويترز)

مواجهة وتموضع
ويعتقد المحلل العسكري للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، أن “اغتيال سليماني لن ينهي النشاط التخريبي لإيران في الشرق الأوسط ولا تطلعاتها للهيمنة وبسط نفوذها”.

ويجزم أن النشاط الإيراني في الإقليم سوف يستمر، مرجحا أن المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ومن ضمنهم إسرائيل، سوف تشهد حالة من التصعيد نتيجة لعملية اغتيال سليماني.

ويستدرك بن يشاي “رغم الخطاب العدائي لطهران، فإن من المرجح أن يتجنب الإيرانيون التحركات التي ستؤدي إلى حرب شاملة مع الأميركيين أو إسرائيل”.

وعن التقديرات بشأن رد الفعل الإيراني تجاه أهداف إسرائيلية، يستبعد بن يشاي أن يكون الرد الإيراني فوريا، لكنه يرجح أن طهران ستنتظر قليلا وتنتقم، ربما بإطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية من قبل القوات الإيرانية بسوريا، وربما حتى من غزة.

منعطف وحساب
من جانبه، يرجح مراسل القناة الإسرائيلية الرسمية “كان” للشؤون العسكرية والأمنية روعي شارون، أن اغتيال سليماني وجه ضربة قاسية لطهران بشأن مخطط التموضع العسكري الإيراني في سوريا، لكنه يقدر أنه في حال غياب قيادة منظمة لفيلق القدس، يمكن لأي حادث صغير يساء تقديره أن يتطور إلى صراع واسع ومواجهة شاملة.

وأوضح أن عملية اغتيال سليماني بمثابة بشرى سارة لإسرائيل، لكن يوصى بشدة أن يحتفل بها المسؤولون الإسرائيليون بالسر ويلتزموا الصمت، خاصة أن إسرائيل هي الشيء المتاح والمريح للقيام بعمليات انتقامية.

ويعتقد مراسل الشؤون العسكرية والأمنية أن اغتيال سليماني الذي نشط على مدار 20 عاما في سوريا ولبنان لتعزيز القدرات العسكرية لحلفاء طهران وخاصة حزب الله ونظام بشار الأسد، لن ينهي التموضع العسكري الإيراني، ولكن لا شك أن التموضع الإيراني بسوريا الذي أزعج إسرائيل بشكل كبير في السنوات الأخيرة قد اتخذ منعطفا كبيرا وجوهريا بعد عملية الاغتيال.

 

You might also like