كل ما يجري من حولك

اقتصاد سياسي.. الذهب اللاتيني الجديد في عين الإمبريالية

اقتصاد سياسي.. الذهب اللاتيني الجديد في عين الإمبريالية

526

متابعات:

شهدت دول أمريكا اللاتينية مؤخراً اضطرابات داخلية، وانقلابات أحدثت تحولاً في السياسة الخارجية، فما زال نهب الثروات والسيطرة على مقدرات الشعوب في أرجاء المعمورة محاور رئيسية لسياسات الولايات المتحدة الخارجية، لتحقيق أطماعها من خلال دعم الانقلابات، وتحفيز قوى المعارضة على الحكومات الشرعية، ويمثل انقلاب بوليفيا المثال الأخير للوصول لأغنى الرواسب المعدنية في المنطقة.

وتشكّل التوترات المتصاعدة بين أمريكا والصين، ولاسيما بعد الحرب التجارية التي تشنها واشنطن على العالم أحد أهم المحاور في المعركة المستمرة للسيطرة على منابع وموارد الطاقة في العالم، ويدل الانقلاب العسكري الأخير في بوليفيا بوضوح على بصمات واشنطن في هذا الاتجاه. ولاسيما بعد اكتشاف وجود رواسب ضخمة للمعادن النادرة في جبال الأنديز.

وأصبح عنصر الليثيوم داخل التركيز الأساسي للصناعة الاستراتيجية، فأصبح الطلب عليه هائلاً لدى معظم الدول الصناعية كالصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي، ليصبح تأمين السيطرة على إمدادات مصادر الليثيوم يعمل فعلياً لتطوير سياسات أمريكا الجيوسياسية الخاصة بخلاف تلك المعلنة بالسيطرة على النفط.

ويبرز هنا دور السياسة الجغرافية والاقتصادية للسيطرة العالمية على الليثيوم وفقاً لتقارير صناعة التعدين عالمياً، ويتركز العرض العالمي للمعادن، كمكون استراتيجي للبطاريات المستخدمة في تشغيل المركبات الكهربائية في عدد قليل من البلدان.

ويتمثل الطلب المحتمل لكربونات الليثيوم، في احتياجات صناعة بطاريات الهواتف المحمولة، وما اعتبرته واشنطن أيضاً البنزين الجديد، ولاسيما حاجة السيارات الكهربائية، والذي سيزيد الطلب 40% من الإنتاج العالمي بعد مطالبات العديد من الحكومات بتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتعمل شركات صناعة السيارات العالمية لتوسيع خططها لإنتاج المركبات الكهربائية ما سيجعل الليثيوم مادة استراتيجية.

ويعد الليثيوم المادة الأكثر تعقيداً لاستخراجها إذ إنها موجودة تحت طبقات من الملح.

وتمتلك بوليفيا كغيرها من الدول ما يقرب 21 مليون طن ما يقدر بـ70% من احتياطات هذا المعدن عالمياً. والذي يوجد على شكل أملاح في المياه المعدنية، ولبعض أملاح الليثيوم فوائد طبية.

وبنت بكين مصنعاً تجريبياً لبطاريات الليثيوم في بوليفيا. وفي شباط الماضي وقعت حكومة موراليس، صفقة ليثيوم كبرى مع شركة «شينجيانغ» الصينية والتي ستستثمر في مشروع مشترك مع شركة ليثيوم الحكومية الهادفة لإنتاجه مع مواد أخرى.

ويطلق على الغاز جوهرة التاج, حيث تمتلك بوليفيا احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي، وتتلقى حوالي 1200 مليون يورو سنوياً من تصدير هذه المواد الهيدروكربونية إلى البرازيل والأرجنتين، حيث فقدت 30% من قيمة مبيعاتها خاصة بسبب انخفاض الطلب من البرازيل، والتي بدأت شراء الغاز المسال من الولايات المتحدة.

ومن الواضح أن معركة عالمية قائمة ومتصاعدة للسيطرة على سوق المعادن النادرة بدأت تلوح بالأفق والسيطرة على الليثيوم يقع في قلب العاصفة.

 عن «نيو ايسترن آوتلوك»

You might also like