كل ما يجري من حولك

30 نوفمبر نموذجٌ للوعي الشعبي اليمني الذي حرّر الأرضَ والقرارَ

499

 

عبدالفتاح حيدرة

عندما تعجز عن تحقيق هدفك، يكفي أن تتمسّكَ بحلمك، وهدفي وحلمي اليوم وغداً هو أن يكون التحرّرُ والاستقلالُ اليمني قائماً على أساس وهُوية الوعي الشعبي اليمني الجمعي، وخاصةً أننا على أبواب الاحتفال بالذكرى الثانية والخمسين ليوم الـ30 من نوفمبر، ذكرى رحيل آخر جندي للمستعر البريطاني الذي رزح على صدور المحافظات اليمنية الجنوبية 128 عاماً..

نحتفل اليوم بهذا الانتصار المجيد في ظلِّ عودةٍ بدائية لقوى الغزو والاحتلال لتدنيس دماء ثوار وأحرار 14 أكتوبر و30 نوفمبر في المحافظات الجنوبية مرّةً أخرى وبتخطيط (بريطاني – أمريكي – إسرائيلي) وبتنفيذ (السعودية والإمارات)، فهل كتبت الحركةُ الوطنية اليمنية التي صنع مؤسسوها الـ30 من نوفمبر، جماعات وأفراداً وأحزاباً، بصمتهم وتخاذلهم عن ما يحدثُ في جنوب اليمن، شهادة وفاتهم وختموها ببيادة لقطاء المحتلّ البريطاني..

إنَّ واقعَ الحركة الوطنية اليمنية مأزومٌ، و لا يمكن أن ينهض، إلا بتفعيل نشاط العقل اليمني الجماعي، بألوانه المتباينة وَبأطيافه الشديدة التنوع والثراء، بحيث لا يُستثنى أحدٌ، ولا يستثني أحدٌ نفسَه، لينخرطَ جميعُ اليمنيين، في نشاط ثوري وعسكري وسياسي وشبابي واجتماعي هدفه تحريرُ كافة الأراضي اليمنية من رجس المحتلّ البريطاني القديم ولقطائه العرب الجدد..

ووحده الوعي الشعبي الذي يمكنه أن يؤسسَ مرحلة الانطلاق الجمعي هذا، باتّجاه نهوض يمني متكامل، نهضة شعب ووطن ودولة، إنَّ المرحلةَ التي نعيشها اليوم دقيقةٌ، تقتضي الوضوح والشفافية والتصادق والتعارف والصراحة والعلنية، تأسيساً لعلاقة، ما بيننا كيمنيين، سواءٌ أكانت اختلافاً أو تطابقاً، صداقة أو تناقضاً، المهم، أن نديرَ عملية الوعي جدية، افتقدناها لفترة طويلة..

دعونا نبدأ فوراً بتسليط ضوء الوعي الشعبي بتحرير الأرض واستقلال القرار من خلال قيم ومشروع يمني واحد، على نقاط الاتّفاق وعلى نقاط الاختلاف في الوقت ذاته؛ لأن تسليطَ الوعي المرتبط بقيم ومشروع، هو الطريقُ الوحيدُ لتوليد أفكار وحلول لكافّة المشكلات، ووحدَه الوعيُّ الشعبيُّ المرتبط بقيم عليا وسامية ومشروع واضح وصريح من سيقوم بشقِّ كلِّ الطرق ويبتكر كافّة الأساليب لتحرير الأرض والتي لم ولن تخطرَ على بال الغزاة وَأدواتهم..

You might also like