كل ما يجري من حولك

ذكرى الـ30 من نوفمبر التحرّر والاستقلال

497

 

نوال أحمد

ذكرى الـ30 من نوفمبر اليوم التاريخي الخالد، الذي بغضب الثوار اليمنيين ونخوتهم تمَّ فيه تحريرُ الجنوب ورحيلُ آخر جندي بريطاني.

إن يومَ الثلاثين من نوفمبر، يُمثّل محطّةً من أهـمِّ محطات التاريخ اليمني المليئة بالعِبَرِ والدروس، إنه اليومُ الذي يُثير في قلوب رجال اليمن الأحرار مشاعرَ الثورة والغضب تجاه المحتلّ ودناءة أدواته، وما يمارسونه من جرائمَ لا إنسانية ولا أخلاقية في جنوب البلاد.

إن يومَ الـ 30 من نوفمبر والذي يُعَدُّ ذكرى وطنيةً خالدةً وعيداً مجيدًا للحرية والاستقلال، يأتينا اليومَ والجنوبُ يُعاني الاحتلالَ الذي باطنه أمريكي بريطاني وظاهره سعودي إماراتي، والذي يشابه من حيث بشاعته وإجرامه الاحتلالَ البريطانيَّ في شتى جوانبه.

وإن هذا اليوم يضعُ المحتلّين الجُدُدَ أمام مصيرهم النهائي، ويذكّرُهم بمشهده الأخير لمحتلّ سبقهم كان أكثرَ منهم قوّةً، وأكبر منهم تاريخاً وسطوةً، ولكنه هُزم أمام إباء الأحرار وحَزَم أمتعته في نهاية المطاف، ومن اليمن خرج صاغراً منتوفَ الريش مقصوصَ الجناح ومُجبراً من أرضنا رحل وشّد الرحال.

وعلى المحتلّين والمستعمرين الجُدُدِ أن يعلموا أن ما هم عليه من التطاولِ على اليمن ليس في صالحهم، وأن التعدّيَ ونهبَ وسلبَ حقوق اليمنيين سيضرُّهم، وأنَّ الاستمرارَ بأعمالهم سيكلّفهم الكثيرُ وسيخسرون ولن يربحوا أبداً.

إن يومَ الـ30 من نوفمبر يومٌ يتذكّر خونةُ الوطن وأدواتُ العدوان مصيرَ من صفقّوا للمحتلّ البريطاني وما حلَّ بهم وكيف طواهم الخزي وغمرهم العار وكيف رماهم التاريخُ في مزبلته، وعلى أبناء الجنوب أن يستلهموا من هذه الذكرى المجيدة بطولةَ الآباء والأجداد وإلى أخذ الدروس والعِبَر من ذلك المشهد الذي سجله التاريخُ بأحرفٍ ذهبيةٍ من الصبر والنضال.

إنه يوم ينقل لنا مشهداً ملؤه النصرُ والمجدُ والخلودُ، وملؤه الفخرُ والاعتزازُ بكُلِّ أولئك الذين خاضوا معركةَ التحرّر والاستقلال من قادة وجنود ومناضلين، وعلى أبناء الجنوب أن يجعلوا من هذه الذكرى المجيدة ومن هذا اليوم التاريخي محطّةً تعبويةً وأن ينفضوا غبارَ الذل عنهم وَينطلقوا لتطهير وتحرير الجنوب وكل الأرض اليمنية من دنس المحتلّين الجدد من السعوديين والإماراتيين الذين هم أدوات المحتلّ القديم، وعليهم أن يدركوا أن الخذلانَ والهلاكَ هو في السكوت والخنوع، وأن العارَ والخسرانَ هو الانطواءُ تحت راية هذا المحتلّ البغيض.

وعلى أحرار الجنوب أن يقاوموا المحتلّ ويناهضوا تواجدَه في كُـلِّ مناطق الجنوب، وأن يتحَرّكوا لدحر الغزاة والمحتلّين، وأن يقاتلوا في صفِّ الوطن وليدافعوا عن أراضيهم وأعراضهم ويذودوا عن كرامتهم، فهؤلاء الرجالُ الأحرار من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة يقاتلون الغزاةَ والمحتلّين ويواجهونهم في أكثرَ من 30 جبهة، سواءً داخلية أَو خارجية، ويُقدّمون أرواحَهم في سبيل الله وفداءً لهذه الأرض، وصوناً للعِرض وذوداً عن الكرامة، وتمرُّ علينا هذه الذكرى المجيدة ورجالُ الله الأحرار متواجدون في كُـلِّ جبهة يواجهون العدوَّ بكلِّ شموخٍ وعزةٍ وأنفَةٍ، وَيخوضون معركةَ الوجود بثبات واستبسال منقطع النظير، ويواصلون بكلِّ عزمٍ معركةَ التحرّر والاستقلال.

You might also like