كل ما يجري من حولك

المخاء وعملية “وإن عدتم عدنا” المباركة

446

 

د. هشام محمد الجنيد

قال اللهُ سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)، الوعيدُ هنا هو لبني إسرائيل، والعودة لبني إسرائيل إلى الطغيان والفساد (العلو الثاني والأخير) لا تكون إلا بعدَ انتهاء العذاب الأول، أي نهايةَ العلو الأول، قال اللهُ تعالى في نفس السورة (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً)، ثم عادت لبني إسرائيل الكرة، لكنهم لم يحسنوا، فعادوا للصدِّ عن سبيل الله بالطغيان والإجرام والعدوان وَ… إلخ، وبأساليبَ وطرق شهدت ذروتها في تطورها وخطورتها وتحت ستار بحبل من الله وحبل من الناس ليمارسوا العلو الكبير (الفساد) في المعمورة، وكان التركيز أكثر حدة على اليمن.

ومسارُ العدوان السعودي على بلادنا تاريخياً وحاضراً وعلى المنطقة والإسلام، هو تجسيدٌ لروحية وعدائية قرن الشيطان الذي ظهر في نجد (الرياض)، ولا يختلف هذا المسارُ العدائيُّ عن المسار العدائي لنظام الاحتلال الإسرائيلي، فهما مكمّلان لبعضهما، وتوحدهما على جبهة واحدة ضد محور المقاومة الإسلامية يؤكّـد أنهما متوافقان، ما يثبت أنَّ العدوانَ السعوديَّ لا يتجزأ من عدوان بني إسرائيل، فهما إذن وجهان لعملة واحدة، ومن أهدافهما المشتركة السيطرةُ على باب المندب واستمرارُ بقاء اليمن غير مستقلٍّ وتحت نظام الوصايا السعودية، أي تحتَ الوصايا الإسرائيلية.

ومن هنا يتبيّن لنا أسبابُ اغتيال النظام السعودي وأذنابه الخونة في النظام اليمني، الرئيسَ الشهيدَ إبراهيم الحمدي -رحمه اللهُ- الذي كان حريصاً على استقلال اليمن وبناء مشروع الدولة وحماية أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومشروع الدولة كان يصبُّ في ذات الأهداف التي تشملها المسيرة القرآنية، وباغتيال الحمدي -رحمه اللهُ- اغتيل مشروعُ الدولة وكانت العودة إلى مرحلة اللاتخطيط بعودة الوصايا السعودية على اليمن وفرض إملاءات (إكراهات) الصندوق والبنك الدوليين التابعتين معظم أرباحهما لبني إسرائيل.

وسببُ العدوان السعودي الأمريكي وحلفائه على بلادنا لا يختلف عن ذات السبب الذي أَدَّى إلى اغتيال الرئيس الحمدي، هذا العدوان يهدفُ إلى اغتيال مشروع الدولة، إلى اغتيال المشروع الإسلامي، إلى عودة اليمن إلى مربع الوصايا السعودية وتحت ديمومة النيران والحروب الداخلية.

وكان لا بُدَّ من القتال في سبيل الله للوقوف ضدَّ العودة الطاغوتية (العدوان السعودي) للدفاع عن الدين والبلد، ومنذُ خمس سنوات والجيش واللجان الشعبيّة يلحقون الهزائمَ المستمرةَ بعون الله ضدَّ هذا العدوان ومرتزِقته في مختلف الجبهات، ومن أهمها ما وقع مؤخّراً في المخاء، فقد أدّت بعون الله عمليةُ “وإن عدتم عدنا” إلى تحقيق نصرٍ استراتيجي بتدمير الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية خمسةَ مخازن أسلحة وعددٍ من الآليات والمدرعات في معسكراتهم في المخاء، وإصابة (350) عنصراً معادياً بين قتيل وجريح ومنهم من جنسيات سعودية وإماراتية وسودانية، وتعطيل عدد من الرادارات وتدميرها إضافةً إلى بطاريات الباتريوت، وأدّت إلى إرباكِ حساباتهم السخيفة السياسية والميدانية التي لا ترقى إلى الإشارة إليها.

وإن عدتم -فلن يكونَ مصيرُ عودتكم يا بني سعود بعدوانكم وتجبّركم وطغيانكم إلا الخزي والإساءة والإفلاس والحسرة والهزيمة من عباد الله أولي البأس الشديد- عدنا لصدِّ عدوانكم للدفاع عن الدين، فكيف سيكون النصر مقصدكم يا أولياءَ الطاغوت وقواتنا اليمنية تجاهدُ في سبيل الله تحت قيادة علم الهدى وفي مسار الولاية لله ولرسوله؟!.

You might also like