الضامنُ الوحيدُ لاستعادة ثورة 30 نوفمبر
منصور البكالي
ذكرى 30 نوفمبر لم تعد كما كانت قبل خمسة أعوام من العدوان والحصار والاحتلال المباشر للمحافظات الجنوبية والجزر اليمنية، بل صارت اليوم مُجَــرَّد محطةٍ للتزود بقيم النضال في وجه الغزاة والعملاء، يلتمس منها شعبنا اليمني دروسَ العزة والتضحية والفداء في التصدي للمحاولات الاستعمارية الجديدة.
كما هي محطة أُخرى كشفت لنا نوعيةَ العملاء والخونة الذين سهّلوا للمستعمر البريطاني البقاءَ في اليمن لأكثرَ من قرن من الزمن، وبيّنت حقيقةَ مرتزِقة وعملاء اليوم الذين يستخدمهم المحتلّ ذاتُه وأعوانه الأمريكان والصهاينة كقناع وأدوات لكبح جماح ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التحرّرية الصادقة مع شعبها والصامدة أمام قوى الاستكبار العالمي والمكونات السياسيّة اليمنية المرتهنة لها منذ عقود, من اغتيال الهامات الوطنية في شمال الوطن وجنوبه على أياديها الآثمة.
وتزامُنُ هذه الذكرى مع ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد الحر إبراهيم الحمدي، يؤكّـد لنا أَن ثورةَ 30 نوفمبر 1967م أُجهضت في يوم اغتياله ليلة 11 أكتوبر 1977م, وإفشال مشروعه الوحدوي مع الرئيس سالمين الذي كان محدّدَ التوقيع عليه بعد يومين من اغتياله على أيادي عملاء الاستعمار وخدام السفارات الأمريكية والبريطانية والسعوديّة في اليمن.
ومن هذا المنطلق نقول لأنصار ثورة الحرية والاستقلال 30 نوفمبر: “إن الضامُنَ الوحيدَ لاستعادة نلك الثورة المغدور بها وبتضحيات أبطالها، هو الوقوفُ في صَفِّ ثورة 21 سبتمبر التي جرفت أدواتِ المستعمر من شمال الوطن وصمدت أمام قوى الغزو والاحتلال وأدواتهم لخمسة أعوام، وأنه لا مخرجَ لنا في هذه المحطة غيرُ توحيد الجهود لتطهير كافة المحافظات والجُزُر اليمنية من الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم المحليين والمستوردين”.
ونؤكّـد أنه لا خيارَ أمام شعبنا اليمني وتضحيات الأحرار والشرفاء من أبنائه في الشمال والجنوب غير الاستمرار في مساندة الجيش واللجان الشعبيّة والقيادة السياسيّة في صنعاء الذين يخوضون معركةَ الحرية والاستقلال من الاستعمار والوصاية والتبعية منذ خمسة أعوام.