كل ما يجري من حولك

مخاضاتٌ متعسرة تنبئ عن إجهاض اتّفاق السويد

512

 

دينا الرميمة

“رفع الحصار عن ميناء الحديدة”!!

و”بإشراف أممي يتمُّ جمعُ إيرادات الميناء، ومنها يتمُّ تسليمُ رواتب الموظفين”!!

و”وقف شامل لإطلاق النار وتوقف الغارات”!!

و”تبادل كلي للأسرى”!!

كانت هذه أبرز بنود اتّفاق السويد الذي لم يتبقَّ إلّا شهر واحد لدخوله عامه الثاني، وخلال هذه المدة تعرّض لمخاضات متعسرة أوشكت على إجهاضه من قبل طرف العدوان ومرتزِقته، في ظلِّ صمت أممي دائماً ما ينحاز لطرف العدوان من خلال تَمنُّعه عن تسمية من يتعنّت في تنفيذه ويتسبّب في خروقات تخل بهذا الاتّفاق برغم الوضوح التام لذلك!!.

في حين كان الطرفُ الوطنيُّ يُقدّم المبادرات للبدءِ في تنفيذه من طرف واحد مراعاة “للحالة الإنسانية” التي يعانيها الشعبُ اليمنيُّ بشكلٍ “عام”، وسكان مدينة الحديدة بشكلٍ “خاص”.

فمن طرف واحد (الطرف الوطني) تمَّ إعادةُ الانتشار ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح مئات الأسرى دون مقابل.

في الوقت نفسه، كان الطرفُ الآخرُ يخرق الاتّفاق بشنِّ غاراته المتكرّرة والتي كان آخرَها غارةٌ على منطقة “اللحية” وثلاث غارات على “ميناء رأس عيسى” في الساحل الغربي، وعبر مرتزِقته في الأرض يتمُّ إطلاقُ القذائف على القرى وَالحواري ومنازل السكان في الحديدة والمحال التجارية والمزارع، وقتل المواطنين وحصار المدن وتعذيب الأسرى وإعدامهم بطريقة بشعة.

وقرابة العام ونصف، ما زالت مدينةُ الدريهمي المدينة المنسية في رفوف مكاتب الأمم المتحدة تقبع تحت الحصار الخانق والأفعال الدنيئة من قبل المرتزِقة بحقِّ سكان هذه المدينة، التي كان لها النصيب الأكبر من الحصار والأوبئة الفتاكة التي تشاركت مع الجوع في حصدِ الكثير من الأرواح وبالذات من الأطفال..

وتعامل العالم والمجتمع الدولي مع هؤلاء أصحاب البشرة السمراء بأيديولوجية قاتلة فلا إنسان يدين ولا عالم يندّد.

وأمام كُـلِّ ما يحدث، يقفُ مبعوثُ الأمم المتحدة ومراقبو تنفيذ الاتّفاق موقفَ المتفرج المتلذذ بما يحدثُ لهؤلاء الأبرياء، ولا يبدون أيَّ موقف إنساني حيال المناشدات والأصوات والوقفات الاحتجاجية المندّدة بتلك الانتهاكات..

اتّفاقٌ لم يُسمح له أن يرى النورَ بتعنّت دول العدوان ومرتزِقتها الذين منحتهم هذه الأرض الطاهرة الكثير حتى يكونوا كرماء أعزاء، لكنهم خانوا أرضهم وجعلوا من أنفسهم سلاحاً خبيثاً للعدوان يقتل بهم أبناءَ بلدهم ومعاول هدم لتدميرها مقابل حفنة من الريالات.

كلُّ تلك الأفعال هي مؤشرات عن عدم جدية دول العدوان في تنفيذ أية اتّفاقيات، ودليل قاطع لرفض مبادرة السلام المقدّمة من الرئيس مهدي المشّاط منذُ ما يقارب الشهرين.

ولعل الرسائلَ البالستية عبر البركان والكروز والطيران المسيّر هي اللغةُ الوحيدةُ التي ستُجبر هذا العدوّ الجبان لرفع يده عن اليمن وتسليمها لأبنائها الشرفاء، الذين أثبتوا أنهم فعلاً أهلٌ للحفاظ عليه والدفاع عنه، وما عمليةُ “نصر من الله” إلّا خيرُ شاهد لذلك، ولن يطول صبرهم وكما يقال (ويلكم من الحليم إذَا نفد صبره)!!.

وربما إعلان خفر السواحل بالأمس عن احتجاز ثلاث سفن لدول العدوان داخل المياه الإقليمية اليمنية هي بداية نفاد الصبر..

You might also like