جنينٌ في كتاف يشكو بطش جبار عنيد
سارة الهلاني
هي إحدى غارات العُــدْوَان السعوديّ التي لا تنشقُ عنها سماتُ الوحشية وحقدُ بني سعود للإنْسَانية عَامَّـة ولليمن خَاصَّة، هي إحدى أهداف الإبَادَة الصهيوسعوديّة واستراتيجية الاستبداد الطاغوتي.
في مديرية كتاف التي هي إحدى موائد العُــدْوَان الدموية، استُهدف مواطن يمنيّ مع زوجته -المُثقلة بجنينها- وأبنائه وهم على متن سيارتهم بغارة سعوديّة التنفيذ وأمريكيّة السلاح والمؤونة، أرادوا استهداف تلك العزة التي ترمق بها أعينهم ونزع الكرامة التي تنصع بها جباههم، وليس تدمير سلاح لميلشيات أَو إعادة ديمقراطية شعب من فرس مجوس كما هي مبرراتهم الأسخف من حال هزائمهم منذُ بداية العُــدْوَان.
العالم الملعون بعار خذلان الدماء اليمنيّة هو يعلم أنَّ كُـلَّ غارات العُــدْوَان السعوديّ الأمريكيّ هي قتلٌ لأبناء الشعب اليمنيّ وتخريب وتدمير لكُـلّ بناه التحتية ومقدراته المعيشية، والجميع يعلم أن مرارة الألم يتجرعها ضحايا العُــدْوَان السعوديّ.
عدالة رب الأرض والسماء، وقوته التي تقهر كُـلَّ ظالم وجبروته الذي ينسف غطرسة كُـلّ متجبر، أبقت على الجنين حياً يُرزَقُ، رغم أن الطيرانَ خلط أشلاءَ أبويه مع إخوته بين حُطام سيارتهم، رغم اشتواء أفئدة الأسرة من جور العُــدْوَان وفتك البارود بهم، رغم نهر الدم الذي سال من أمه أبقاه الله ليشكو بطش جبار عنيد لملائكة الله في الوجود، وتسمع أنينه كُـلّ الأنعام في أرض الله، أبقاه الله شاهداً على القدرة الإلهية التي ستنزع كُـلّ قوة يجور بها الظالمون وَتذريها ضعفاً وهواناً، أبقاه الله ليكون صورة لمظلومية شعب وغلبة حَــقّ، أبقاه الله ليكشفَ أقنعة الاحتلال التسللي الذي تمتطيه منظمات الأمم المتحدة والمنظمات اللاإنْسَانية، أبقاه الله ليُعمّد مشروعية الدفاع والذود في الجبهات والثأر لعدالة الدين وأحقية العيش ونُصرة المستضعفين، أبقاه اللهُ لتفزع صدور كُـلّ متخاذل ومحايد ومؤيد حشرجةُ الموت، ولا يطولونها علهم يخرجوا من جيفات عفن خائني الدين والوطن والطفولة المذبوحة، أبقاه الله نصرةً لمبدأ كُـلّ مرابط مجاهد ينكّل بجيش الهلع والفجع السعوديّ ومرتزِقته.
فآياتُ الله التي عافت قلوبهم تدبرها تدبير الله وتأييده الإلهي للشعب اليمنيّ تتلوها عليهم هزائم وذلاً (وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ).