كل ما يجري من حولك

أعيادُ الميلاد بين الاحتفال والبدع

492

 

خولة المقدمي

لكلِّ شخص في حياته يومٌ وتاريخٌ مميزٌ يحتفظُ به في مِـلَـفِّ ذكرياته، ويجعل لذلك اليوم نكهةً خَاصَّةً، ومن أجمل تلك الأيّام هو يوم أن رأى بزوغَ فجر جديد، وشمس زاهية ودق جرس ولادته في هذه الحياة المليئة بالمتاعب والشقاء للأشقياء الظالمين أنفسَهم بالضلال والانحراف، بينما تكونُ حياةً سعيدةً صالحةً لأولئك الأحرار الشرفاء الذين يجنّدون أنفسَهم لله ويبحثون عن الهدى ويكونون لله في أرضه أولياءً، وَربما يكونُ ليوم آخر ذكرى خَاصَّة بكونه يوم ولادة عزيز على قلبه كابن، أَو ابنة، أَو أخ، أخت، أم، أب، صديق، وما شابه ذلك.

ونلاحظ انتشارَ ظاهرة الاحتفالات بأعياد الميلاد ودعوة الأهل، والأصدقاء، والأقارب، والزملاء، ويكونُ لذلك اليوم تجهيزاتٌ خَاصَّةٌ من الإسراف والترف وتزيين الترت “الجاتوهات”، وإعداد ما لذّ وطاب من الحلويات والعصائر وغيرها، وتقديم الهدايا، وغالباً ما يكتفي البعض بحفلة عائلية صغيرة تعبّر عن فرحتهم وسعادتهم بذلك اليوم.

وعندما ننطلق للاحتفال بمولد رسول الله ترى الذين في قلوبهم مرضٌ يقولون بأنه بدعة، والبعضُ يكفّرُ من يحتفلُ به، ويُحدِثون ضجيجاً هنا وهناك، ويقترح البعضُ بأن نحتفظَ بما ينفق في المولد للفقراء، والمساكين، وأنَّ اليمنَ يعيشُ أزمة، وكلامٌ ليس له أول ولا نهاية، وكأنه ليس من احتفال بالأمس القريب بمولد قريب له، وأنفق الآلافَ في سبيل إدخال السعادة لقلبه، ألم يكن هناك فقراء ولا مساكين يومها؟ وكأن قريبَه ذلك يحقُّ له الاحتفالُ بمولده والفرحة به، ومحرمٌ علينا الاحتفالُ والفرحُ بميلاد هادي الأُمَّــة، ومخرِجِها من الظلمات إلى النور.

أما تكاليفُ المولد فهي بسيطة جِـدًّا، وهذا أَقَلُّ القليل فيما يَدُلُّ على تعبيرنا عن الفرحة والسرور بقدوم سيد البشرية، وليست جديرةً بالذكر لتغطية حاجة فقير أَو مسكين، وكُلٌّ له مسؤوليةٌ خَاصَّةٌ به.

فإحياءُ تلك المناسبة واجبٌ ديني وضمن مسؤوليتِنا جميعاً كأمةٍ تنتمي للإسلام ولمحمد -صلى الله عليه وعلى آله-.

You might also like