كل ما يجري من حولك

خونةُ الدين والوطن وجريمة اغتصاب حرائر اليمن

260

 

علي عبدالله صومل

إن جرائمَ الاغتصاب والاختطاف لحرائر اليمن التي يبوء بوزرها ويتلطخ بعارها مرتزِقة تحالف العُــدْوَان وخونة الدين والوطن، ليست حدثا عابرا أو أمرا عاديا، فهي جريمة استثنائية بخلاف كُـلِّ جرائم القتل والإبَادَة والاستهداف، فالقتل أَو الذبح أَو السحل أهون وأحب إلى كُـلّ حر وكريم من مس العفافة والطهر وتلطيخ الشرف والعرض بالجريمة والعار.

إن السؤالَ الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا اليوم، هو نفسه السؤال الذي يدور في شعور وإحساس كُـلّ يمنيّ أبي وغيور، وهو لماذا يُقدِم غُــزَاة يمن الإيمان ومعهم مرتزِقة العُــدْوَان على هتك الأعراض والمساس بكرامة الشعب اليمنيّ العزيز الحر الشجاع؟

خصوصاً في الآونة الأخيرة من الحرب الكونية، التي تتعرض لها اليمن شعباً وتراباً وأصالةً وحضارةً منذُ خمسة أعوام، حيثُ تكرّرت واشتهرت حالات الاختطاف وعمليات الاغتصاب لحرائر اليمن.

نعم لقد أقدم الغُــزَاة والمرتزِقة على اقتراف هذه الجرائم الشنيعة بحقّ المرأة اليمنيّة الشريفة؛ ليعبّروا عن عجزهم وفشلهم وانكسارهم وهزيمتهم عن منازلة رجال الرجال في شتى محاور القتال، فلا يعتدي على المرأة إلّا إنْسَان ساقط لا كرامةَ عنده وجبان رعديد لا شجاعةَ له على مجابهة الرجال.

كما يريد هؤلاء المعتدون الساقطون أخلاقيا وإنْسَانيا والمنكسرون عسكرياً وَميدانياً من اغتصاب اليمنيّات واختطافهن والمساس بكرامتهن، أن ينتقموا من المرأة اليمنيّة الأبية التي صدرت وتصدر-إلى جانب أخيها الرجل- أروعَ الملاحم الجهادية الخالدة، فقد مثلّت المواقف العظيمة التي تقفها المرأة اليمنيّة المجاهدة والتضحيات الجسيمة التي تجود بها رافدا معنويا ومددا ماديا عظيما وعظيما جِـدًّا شدّ من أزر المجاهدين الأبطال في كُـلّ الجبهات، وفتّ في عضد المعتدين الأنذال على كُـلّ المستويات، فالمرأة اليمنيّة العزيزة لم تقف مكتوفة الأيدي معطلة القوى متبلدة الشعور أمام ما يحدث حولها من أحداث عظام وأهوال جسام، وإنما قامت وتقوم بمسؤوليتها الدفاعية على أكمل وجه، فهي ترسل زوجها وابنها وكل أقاربها إلى ساحات الجهاد بقلب راضٍ ونفس مطمئنة كما تستقبل نبأ استشهادهم بصبر واحتساب، بل بفخر واعتزاز منقطع النظير، ولم ينقطع موقفها المقاوم والشجاع عند هذا الحد فحسب، فقد وصلت في روحيتها الجهادية وحالة الاستعداد والجهوزية لمقاومة الغُــزَاة والمرتزِقة إلى أن أبدت استعدادَها الكامل للمشاركة الفعلية في العمليات القتالية والحقيقة، وإن مستوى الدعم والعطاء والمساندة لمجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة الذي تقدّمه المرأة اليمنيّة الفاضلة يتفوّق على ما يقدمه الكثير من الرجال والشباب بدرجات ومنازل، ومن ثم فقد نالها من صلف المعتدين ووحشيتهم ودناءتهم ما يبرهن عن عظيم بلائها وجزيل عطائها في مواجهة العُــدْوَان السعوديّ الأمريكيّ الغاشم.

ساذجٌ وبليدٌ من يظُنُّ أن هذه الممارسات الهمجية تصرفات فردية أو عرضية، إنها جرائم عُــدْوَانية ممنهجة تُنفّذ وفق خطوات شيطانية مدروسة ذات أهداف وغايات خطيرة وخبيثة، فهي -إلى جانب التعبير عن الفشل الميداني في مغالبة المقاتل اليمنيّ والانتقام من المرأة اليمنيّة العزيزة الحرة- تهدف إلى ترويض المجتمع على تقبّل مثل هذه المناكير المنافية للمروءة والنبل والمستهدفة للكرامة والعرض وضرب أقدس مقدساتهم الروحية والدينية والأخلاقية -كالعرض، الشرف، والكرامة-، وصدمهم بواقع مغاير يدمّر ذواتهم ويفترس هويتهم ويدوس على إنْسَانيتهم وَيسحق كرامتهم، إنهم ”يرمون إلى خلق مجتمع خانع وفاسد متشبع بالنقص ومتخم بالرذيلة ومطوع للعبودية والاستعباد“.

كما يريدون بجرائم اختطاف النسوة واغتصاب الفتيات أن يجسّوا نبضَ الكرامة والعزة، ويقيسوا نسبة الحمية والغيرة لدى القبائل اليمنيّة المعروفة بعزة النفس والغيرة على العرض؛ كي يتأكّـدوا إلى أي مدى نجحت الحربُ الناعمة التي تستهدف شعبنا اليمنيّ المؤمن الكريم في هُويته الفكرية والقيمية… إلخ، في قتل معاني الفضيلة والعفة والطهر في أعماق النفس، فغيرةُ الرجل على قدر عفته، ومعنى أن تُقابل جرائم الاختطاف والاغتصاب بلا مبالاة وبرودة الأعصاب أنَّ الحربَ الناعمة تحقّق نجاحا ملموسا في تنفيذ الأهداف المرسومة لها على صعيد الواقع.

فيا أبناء شعبنا اليمنيّ العزيز هذه أعراضكم تستباح وتهتك، وَكرامتكم تستثار وتطعن، ونساؤكم تغتصب وتخطف، فأروا ملوكَ النفط وفراعنة العصر ومن تجنّد معهم وتحت لوائهم المتصهين من خونة الحُرم وبائعي الشرف، بأسكم الشديد وعقابكم الأليم ما يحرس أعراضكم ويطهرها من نذالة الغُــزَاة ودناءة المرتزِقة، فواللهِ لقد ارتكبوا من الخطيئة والإثم ما يستحقون معه أن يحترقوا احتراقَ الحطب ببراكين الغضب وبارود الحرب.

إننا نهيبُ بأحرار وشرفاء اليمن أن ينفضوا عن رؤوسهم ترابَ الذل والوهن، وَلا يألوا جهداً في مسؤولية الدفاع عن حمى العرض والوطن، وإن شرفَنا أعزُّ وأغلى من كُـلّ بحور النفط وكنوز الأرض، ولن نساومَ في أعراضنا وكرامتنا مهما كان، ومستعدون أن نضحيَ بأرواحنا ودمائنا وبكلّ غالٍ ونفيس؛ ذوداً عن أعراضنا ودفاعاً عن كرامتنا.

 

You might also like