كل ما يجري من حولك

طرفٌ يُفرِجُ عن أسرى وآخر يعدمهم

317

 

إكرام المحاقري

لم يمر الكثيرُ على المبادَرة الإنسانية التي أطلقتها اللجنةُ الوطنية لشؤون الأسرى بصنعاء، حيث تم الإفراجُ على عدد كبير من الأسرى المخدوعين المحسوبين على قوى العدوان، في مبادرة إنسانية من طرف واحد مثلُها مثلُ مبادرة الرئيس المشّاط التي أطلقها ليلة الـ 26 من شهر سبتمبر الماضي.

تأملنا من قوى العدوان ردَّ التحية بمثلها أَو أحسنَ منها، إلا أن مرتزِقة العدوان -وكما هي العادة المعهودة لهم- حكموا بالإعدام تحت بند التعذيب حتى الموت على ثلاثة أسرى غير آبهين بمبادرة اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، كما هو حال الرياض والإمارات في تجاهل مبادرة المشّاط والتمادي في مواصلة درب الإجرام، فالأذناب والأدواتُ لا يوجدُ في قاموسهم ترجمةٌ للمعروف، فقد انطمست هُوِيَّتُهم الإنسانية واقتفوا آثارَ الصهاينة.

فتجاه المبادرات يصدرون أحكامَ الإعدام، إما الفردية أَو الإبادة الجماعية، كما حدث وقصف طيران العدوان كليةَ المجتمع بمحافظة “ذمار” واستهدَف بكل وحشية كُـلَّ من فيها من الأسرى، في جريمة حرب يندى لها جبينُ الإنسانية، إلا أن جبينَ الأمم المتحدة لم يندَ لتلك الجريمة ولا لما قبلها وبعدها، لكنه أنصف الجريمة في الأمس واليوم بتقاريرَ مخزية ولم تفرق ما بين الجلاد والضحية وليس هذا غريباً على طرف من أطراف العدوان المقنّعة بقناع الإنسانية.

فما وقع من الأسرى في يد الجيش واللجان ليس أكثرَ مما وقع في يد المخدوعين والمرتزِقة، إلا أن أخلاقَ الجيش واللجان لَهي الأسمى والأرفع وقيمهم هي قيم الدين، هناك فرقٌ شاسع ما بين هذا وذاك، لكن الأمم المحتدة المتمثلة بجميع منظماتها الإنسانية قد اختاروا لأنفسهم سبيلَ النفاق المعلَن، يقولون باطلاً وينطقون نفاقاً ويحيكون مكراً.

ما بعد هذه الجرائم والتجاهل إلا شيءٌ لا يسُرُّ خاطرَ المعتدين، وستخضع الأمم المتحدة لقول الحقيقة، حيث لن يكونَ لهم مصلحة إلا في اليمن فهم لا يعبدون إلا المصلحةَ ولن تكونَ إلّا هاهنا، وإن غداً لناظره لَقريب..

You might also like