كل ما يجري من حولك

ذكرى مولد نبينا حياةٌ لنا

394

 

د. تقية فضائل

ما هي إلّا أيامٌ قلائلُ وتحلُّ ذكرى مولد خير الأولين والآخرين الحبيب المصطفى -صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار-، وكم هو رائع أن نعيشَ هذه المناسبةَ العظيمةَ بأجواءٍ روحانية إيمانية مفعمة بالفرح والسرور والبهجة، نتأملُ فيها سيرتَه الشريفةَ التي جسّدت الإسلامَ قولاً وفعلاً، وننهل من النبع الصافي للأخلاق القرآنية ونترسّمُ خُطَاه الواثقة في شتى دروبِ الحياة في ضوء الهدي الإلهي.

إننا بإحياء هذه المناسبة الغالية نُغيظ أعداءَ الله؛ لأنهم اعتقدوا أنهم استطاعوا أن يجعلونا نبتعدُ كلياً عن ديننا وننسى رمزَنا العظيمَ -صلى اللهُ عليه وعلى آله-، ولكنهم عندما يروننا ما زلنا نحتفي بذكرى مولده الشريف كُـلَّ عام، سيدركون حتماً أنهم خابوا وخسروا الرهانَ في ذلك، وسيدركون أَيْـضاً أننا سنعودُ إلى ما ارتضاه لنا ربُّنا ورسولُنا بأن نكون خيرَ أمةٍ أُخْرجت للناس..

وبإحيائنا لهذه الذكرى الحبيبة إلى قلوبنا سنربّي أبناءنا على حبِّ خير الأنام، وإجلاله وتقديره، فيهتدون بهديه ويسيرون بسيرته فيكونون سادةَ العالم وقادتَه إلى كُـلِّ خير.

وبإحيائنا لذكرى المولد النبوي نعيدُ للأذهان ونذكّرُ بيومٍ من أيام الله التي أمرنا أن نذكّر بها؛ لأنه يومٌ بُعثَ فيه من يهدي البشريةَ جمعاء إلى الصراط المستقيم.

وبإحيائنا لهذه الذكرى العظيمة نجدّدُ عهدَنا لسيدنا ومولانا -صلى اللهُ عليه وعلى آله- بأن نكون على نهجه سائرين ولأوامره طائعين وبأخلاقه مقتدين.

وبإحيائنا لهذه الذكرى الغالية سنقدّم للعالم أنصعَ صفحةٍ من صفحات التاريخ، وأعظمَ شخصٍ قدّم الكثيرَ والكثيرَ من التضحيات؛ لإخراجِ العالم بأسره من ظلام الجهل والكفر إلى نور الإيمان والحقِّ.

وبإحيائنا لذكرى قدومه إلى الكون سنذكّر بالخير والبركة واليُمن الذي حلَّ معه أينما كان.

ذكرى مولد الرسول الأعظم تعني الحياة بكلِّ تفاصيلها والحقّ بكلِّ معالمه وَالخير بكلِّ صوره والعزة بأبهى أشكالها.

You might also like